حين تجدينها سعيدة فاعلمي أن زوجها قادر على إسعادها .. وهي ترينها محبطة حزينة ثقي أن شريك حياتها ألبسها الوحدة والإهمال... أليست هذه حال أغلب نسائنا ...؟ لماذا يحتل الرجل الزوج في حياة أغلب النساء العربيات محور الاهتمام الرئيسي ومرتكز الثقة بالنفس ..؟ لماذا يقف خلف كل انهيارات المرأة أو سعادتها ..رجل .. رجل واحد ..؟! تتوقف الحياة ببعده وجحوده .. وتتنفس الصعداء برضاه وقربه ..! انه بالغ الأهمية في حياتها ، ولكن ليس من العدل أن يكون هو حياتها كلها لست أشن حملة ضد إرضاء الزوج ، وأدرك تماماً ما تعنيه مشاركة الحياة ولكن ما الحال عندما تأتي النتائج على عكس المجهود ..؟ تقول الأديبة أحلام مستغانمي في نصائحها من أجل نسيانه " لا تسقطي عنه ديون انتظارك السابقة فهو ليس عالماً ثالثاً ... لقد كان عالمك الأول ، بل كل عالمك .. لقد وضعت كل مدخرات عمرك في مصرف صغير يديره رجل ائتمنتيه على آمالك ، ما ظننت العواطف سوقاً مالية قد تنهار كقصور ورقية ، لكن عليك الآن أن تصدقي ذلك .." انتهت نصيحة مستغانمي لفئة من النساء لا تخنقهن ذكورية المجتمع ولا تعيقهن الموروثات البالية عن العمل والحركة والتنفس من خلال كتاب يحمل رسائل بأجنحة قوية نسبياً .... ولكن الحال مختلفة في ظل ظروف محلية أخرى نعيشها ... كيف السبيل إلى أن تحيا المرأة وفق محورها هي ؟ أن تتجمل .... وتتعلم .. وتضحك .. وتتزين ... لذاتها هي وليس من أجله هو؟!! إنه يعيش دونك بكل أحواله ، ويستمر مطاره بالعمل هبوطاً وإقلاعاً دون أي توقف بسبب أجوائك الغائمة أو عواصفك الطارئة أو حتى هجرتك الأبدية ..!! من الجميل أن يشاركك الزوج ماضيك وحاضرك وكل تفاصيل منظومة الحياة .. ولكن من الخطأ الفادح جداً في حق نفسك أن يزاحمك أضلاعك وتجلسين في دائرة مغلقة تحمل اسمه ... شاهدت كثيرات يعشن حبيسات تلك الدائرة ولم أشاهد أو أسمع رجلاً واحداً يبقى حتى على حدودها (اقصد الدائرة) ليس هذا ثناء على المرأة ولا هو ذماً في الرجل ، ولكنها طبيعة أزلية تحكمها جينات وذرات وماء .. وتراب ..!! ابدئي بسرد قائمة المتع والسعادة في حياتك واجعلي لكل شيء نسبة رقمية محددة واضبطي النسب بما يتلاءم مع احتياجاتك ووقتك بصورة لا تظلم نفسك .. إن وجدت تلك القائمة لا تحوي أكثر من اسم ذلك الشريك .. أعيدي النظر في نفسك .. ليس من الخارج .. بل من الداخل عدّدي نعم الله عليك في ذلك الجمال الداخلي العميق وثقي أنك تستحقين أن تسعدي نفسك بأشياء كثيرة دون الدخول بتلك الدائرة القاتلة. اجعليه بجانبك وأمامك وخلفك .. ولكن احذري أن تقحمي نفسك داخله أو تحبسي أنفاسك دونه حتى لا تتحولي إلى كائن متطفل يقتات بقايا الجسد الذي يعيش فيه ..