تابع الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش، المتهم ب"التطهير العرقي" خلال حرب البوسنة التي اسفرت عن 100 الف قتيل، أمس الثلاثاء تقديم دفاعه امام محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة. وكانت محاكمة كرادجيتش المتهم بارتكاب ابادة وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، والذي يتولى الدفاع عن نفسه بنفسه، استؤنفت الاثنين بعد ارجائها طوال اربعة اشهر اواخر نوفمبر 2009 على اثر مقاطعة كرادجيش الجلسات. وقال كرادجيتش لدى بدأ دفاعه الاثنين، "سأدافع عن امتنا وقضيتها العادلة والمقدسة وبهذه الطريقة سأتمكن ايضا من الدفاع عن نفسي". واكد "لم يكن هناك نية او فكرة او خطة لطرد المسلمين والكروات" من اراضي "جمهورية صرب البوسنة" المعلنة من جانب واحد. وكان كرادجيتش قاطع الايام الثلاثة الاولى للمحاكمة في اكتوبر 2009، مؤكدا انه لم يكن لديه متسع من الوقت لتحضير دفاعه الذي يتولاه وحيدا مع مستشارين قانونيين اثنين. وكرادجيتش الرئيس السابق ل"جمهورية صرب البوسنة" المعلنة من جانب واحد، متهم بتدبير حملة "تطهير عرقي" اثناء حرب البوسنة التي ادت بين عامي 1992 و1995 الى مقتل 100 الف شخص وتشريد مليونين و200 الف آخرين. وكرادجيتش الذي اعتقل في يوليو 2008 في بلغراد، بعد 13 عاما من توجيه الاتهام اليه، معرض للسجن المؤبد. ويتوقع ان يستدعي الادعاء الاربعاء اول شاهد في اطار هذه القضية من دون كشف هويته. وطلب كرادجيتش مجددا تأجيل المحاكمة الى 17 يونيو بعد دفاعه التمهيدي، الامر الذي رفضته المحكمة. وطلب الاثنين من المحكمة الاذن باستئناف هذا القرار. إلى ذلك اعلن نائب رئيس الوزراء الصربي بوزيدار دييليتش المكلف الملف الاوروبي بعد محادثاته مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الثلاثاء ان صربيا لن تعترف بكوسوفو "مباشرة او غير مباشرة"، لكن "تسوية تاريخية لا تزال ممكنة" في هذا الشأن. وكان دييليتش التقى الاثنين في بلغراد كوشنير الذي توجه ايضا الى بريشتينا لحض الطرفين على ايجاد حلول "مبتكرة" للتعايش، مجددا التاكيد في الوقت نفسه على ان الطرفين يرغبان في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وقال الوزير الصربي امام بعض الصحافيين الفرنسيين "ان تفهم فرنسا مشجع للديموقراطيين الصرب"، قبل ان يوضح ان "الذين يعتقدون انه فات الاوان لايجاد حل ليسوا على حق": "ان صربيا لن تعترف، بناء على دستورها واجماعها الوطني، بكوسوفو مباشرة او غير مباشرة، لكننا جددنا رغبتنا في ايجاد حلول". بيد انه اكد وجود "محادثين بنائين وبراغماتيين (في صربيا) وان بلوغ تسوية تاريخية لا يزال ممكنا". ولاحظ "ان الواقع على الارض ورغبة الاتحاد الاوروبي في ان تكون كل دول البلقان جزءا من الاتحاد الاوروبي، يقودانا جميعا الى درب تسوية بين بلغراد وبريشتينا". بيد انه اشار الى انه "لا يمكننا التوصل الى تسوية من دون حوار"، مقرا بان مثل تلك التسوية "لن ترضي بالكامل هذا الجانب ولا ذاك". وبحسب دييليتش، فان فرنسا قدمت دعمها لطرح ترشيح صربيا الى الاتحاد الاوروبي "على جدول اعمال مجلس الوزراء الاوروبيين في اسرع وقت". واعرب عن امله في ان يحصل ذلك "في حزيران-يونيو على اقرب تقدير".