رغم أنَّ ثبوت تعاطي لاعب الرائد السابق سيدونيود أبوتا للمنشطات سجل على أنه أول حالة من نوعها في دوري (زين) للمحترفين لهذا الموسم التي أعلنت اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات عنها في نهاية يناير الماضي، إلا أنها مرت مرور الكرام، إذ لم تأخذ الحيز المفترض من الاهتمام الإعلامي حيث لم يتم التعاطي معها إلا كخبر عابر، باستثناء اطروحات قليلة تعرضت لها، رغم إن انتهاكاً كهذا يعد حدثاً ليس على مستوى كرة القدم السعودية، التي تعتبر بيئة نظيفة بل على كافة المستويات، إذ يأخذ إعلان الضبط عن أي حالة تعاطي للمنشطات نصيباً كبيراً من الاهتمام الإعلامي على الأقل من جهة اعتبار هذه النوع من الممارسة انتهاكاً للقانون وللمنافسات الشريفة كشكل من أشكال التحايل. ولعل كون أبوتا محترفاً أجنبياً من جهة ومغموراً من جهة أخرى، فضلا عن كونه يلعب في ناد بعيد عن الأضواء الباهرة التي تسلط عادة على الأندية الموسومة بالكبيرة، كان سبباً في عدم أخذ الحادثة على محمل الاهتمام؛ بيد أن تسرب خبر اكتشاف مادة محظورة رياضياً في عينة لاعب الوحدة علاء الكويكبي قد يعطي الأمر بعداً أكبر، على الرغم من أن اللجنة لم تدن بعد اللاعب حيث لم تنته من عقد جلسة الاستماع، واستنفاد الإجراءات التي تتبعها في مثل هذه الحالات، التي تثبت أو تنفي في نهاية الأمر انتهاك اللاعب لأنظمة مكافحة المنشطات. صحيح أن حالة أبوتا ليست الأولى من نوعها في تاريخ الرياضة السعودية، لا على مستوى كرة القدم السعودية، ولا على مستوى جميع الألعاب، إذ سبق أن أعلنت لجنة الكشف على المنشطات التي كانت تتبع للاتحاد السعودي لكرة القدم في العام 2004، عن ثبوت تعاطي حارس الاتحاد هادي الدوسري لمادة محظورة رياضياً، كما أعلنت اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات خلال الفترة السابقة عن ضبط 12 حالة، وفي ألعاب مختلفة، إلا أنه وفي ظل الحرص الذي تبديه اللجنة الأولمبية السعودية للحد من انتشار هذه الظاهرة العالمية، والوعي المطرد بخطورة المنشطات على الصحة الشخصية والمنافسة الشريفة على السواء، فإن الرياضة السعودية تعتبر بمنأى عن مستنقع المنشطات، رغم وجود بعض الحالات التي سجلت هنا او هناك، غير أنه بات من اللازم على الأندية واللاعبين تكثيف جرعات الوعي لتجنب الوقوع في هذا المحظور، الذي بات شبحه يخيم على منافساتنا المحلية، وحتى تكون حالة المالي أبوتا حالة عابرة لا ظاهرة متفشية.