(بيروقراطية) كلمة لاتينية مشتقة من كلمة (بيرو) وتعني مكتباً ... التصقت هذه الكلمة بوصف الرجل المعقد والمنسلخ عن الواقع بحصر نفسه في مكتبه وهمه الأساسي ألا يخالف العمل النظام أكثر من أن يهمه نجاح العمل ومردوده على المجتمع لأن عقله يسير على قاعدة (أكسر عشرين مصباحاً ضوئياً على ألا أكسر فقرة واحدة في النظام ).النظام والقانون بالطبع أساس لنجاح المجتمعات و تقدمها...لأن النظام هو الآلية لتحقيق النجاح للتنمية والعدالة للأهداف المرجوة من التنمية وكذلك العدالة للأشخاص المرجو لهم تلك الأهداف من طلبة أو موظفين وسواء كانت تلك الأهداف تعليمية أو اقتصادية ذات قيمة أساسية لتنمية المجتمع... النظام يكتبه القانوني لتحديد التعامل مع عدة قضايا تمس الموظف ولكن تختلف باختلاف الزمان والمكان ، ويترك هامش التقدير للمسؤول الذي سوف يطبق النظام...اذا كان هذا المسؤول صاحب عقلية بيروقراطية تحول النظام الى عقبة أمام نهضة المجتمع .وللأسف غالبا ما يكون صاحب تلك العقلية أيضا صاحب سلوك متعالٍ في التعامل ليقطع خط النقاش والحوار مع الموظف المعني والذي تتحول حياته الى كابوس وطموحه الى ترهل.كرم الله الإنسان بالعقل، فرغم تقدم التقنية وتطورها يبقى الإنسان هو من يطوعها وليس هو من يدور في ترس التقنية ، وفي فرنسا كان ديجول يقول ( لن أعطل فرنسا من أجل سطر في القانون ) ....للأسف العقليات البيروقراطية لا تفهم ذلك كل هم البيروقراطي الوصول الى سن التقاعد بسلام دون أن يعنيه ماذا حقق من نمو ونجاح وكم شاب حرمه وكم طموح دمره سواء كان أستاذاً جامعياً متخصصاً في (لم ينجح أحد) أو مسؤول متخصص في (سوف وسوف ولكن مخالف للنظام) وكم من موظف حرمه من البعثه ليتعلم ويتطور وينعكس بالتالي ذلك على وطنه ومجتمعه.ما هو الحل ؟... الحل أنه كما أنه يوجد نظام يعقد عبره البيروقراطي، يطور النظام لطرح آلية لتقيم المسؤول مثلا عبر تقييم عدد وفترة المشاريع التي نفذت في عهده وكم تستغرق فترة إنجاز المعاملات تبعا لنوعها ،ونسبة الارتقاء التعليمي لموظفيه خلال فترة ادارته وزيادة عددهم للتوسع وزيادة الفرص الوظيفية (ألا يوجد أزمة بطالة للشباب والشابات)...ليقيم عبرها المسؤول ولكي تتحطم أفكاره بيروقراطيته أو يرحل بسلام متقاعداً.