قفزت الأرباح الصافية لمجموعة صافولا عن أعمالها خلال العام 2009 إلى 952 مليون ريال من 202 مليون، للفترة المماثلة من العام السابق 2008، زيادة متميزة بنسبة 371 في المائة. وتبعاً لذلك، حلق ربح السهم بنسبة 475 في المائة إلى 1.90 ريال، من 0.40 ريال عام 2008. وأرجعت الشركة ارتفاع الأرباح إلى نمو المبيعات، وإلى التوسع في عمليات القطاعات الرئيسية للمجموعة، التي اقترنت بتحسن هوامش الربحية بعد استقرار أسعار المواد الخام، إضافة إلى تكوين مخصصات احترازية لنفس الفترة من العام السابق. وتجدر الإشارة إلى أن المجموعة تمكّنت من تحقيق أعلى صافي ربح من العمليات، في تاريخها، بعد تخطي حاجز 850 مليون ريال. مثل هذه الشركات المساهمة التي يقف على رأسها مسؤولون يتنازلون حتى عن أدنى حقوقهم في الإدارة الكفوءة والتميز، هي ملاذ كل مستثمر يريد أن يأمن على رأسماله، شركة تنازل فيها العضو المنتدب عن كامل مكافآته عن العام 2008 لدعم ميزانية المسؤولية الاجتماعية، شركة أصبحت الشفافية لديها من البديهيات، وآمل أن يكون مثل هذا التوجه هو الهدف الرئيسي لكل شركة مساهمة سعودية خلال عام 2010. فلأول مرة تفصح فيها شركة مساهمة عن توقعاتها لنتائج أعمالها للعام المقبل، وهو ما فعلته صافولا، التي توقعت بأن تحقق أرباحاً صافية من العمليات بمبلغ 920 مليون ريال للعام 2010، مقارنة بما حققته في العام السابق 2009، البالغ 850 مليوناً. تعتبر مجموعة صافولا إحدى الشركات الصناعية الرائدة في المملكة العربية السعودية، وتشمل أنشطتها إنتاج زيوت الطعام، صناعة السكر، الأغذية، التجزئة، العقار، البلاستيك، والامتياز، كما تتمتع منتجاتها وأنشطتها بحضور كبير في منطقة الشرق الأوسط وعدد من دول شمال أفريقيا وآسيا الوسطى. تعمل "صافولا" حالياً من خلال قطاعين رئيسين هما "قطاع للأغذية" و"قطاع التجزئة"، وإضافة إلى ذلك هناك قطاع الامتياز. فبينما يضم قطاع الأغذية زيوت الطعام، السمن النباتي، والسكر؛ يعنى القطاع الثاني بشركة بنده والعقار، والبلاستيك. وأما قطاع الامتياز فيدير مجموعة من العلامات التجارية العالمية في مجالات: الملابس والموضة في السعودية. كما أتى دخول الشركة في قطاع الأسمدة والبتروكيماويات ضمن استراتيجية المجموعة في توسعة استثماراتها في أنشطة ذات ربحية متميزة وإنشاء قطاعات جديدة، إضافة إلى أنشطتها الأصلية. تأسست مجموعة صافولا، شركة مساهمة سعودية، عام 1399 ه، عام 1979 م، برأسمال قدره 40 مليون ريال، وكان عدد موظفيها آنذاك 50 فقط، وتدرجت الشركة في زيادة رأسمالها إلى أن وصل في الوقت الراهن إلى خمسة مليارات ريال، زاد على إثر ذلك عدد موظفي المجموعة إلى نحو 12500 موظف داخل المملكة وخارجها، منهم 4000 سعودي. واستنادا إلى إقفال سهم مجموعة صافولا، الأسبوع الماضي؛ الثالث من شهر ربيع الأول 1431ه، الموافق 17 فبراير 2010؛ على 35.70 ريالا، بلغت القيمة السوقية للشركة 17.85 مليار ريال، موزعة على 500 مليون سهم، منها 370 مليون سهم حرة. ظل نطاق سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 35.40 ريالا و37.00، وهو أعلى سعر حققه السهم خلال 12 شهرا، بينما تراوح خلال 52 أسبوعا بين 16.50 ريالا و 37. من النواحي المالية، أوضاع الشركة النقدية جيدة جدا، فقد بلغ معدل المطلوبات إلى حقوق المساهمين 147 في المائة، والمطلوبات إلى الأصول 59.57 في المائة، وهما بدرجة جيد بالنسبة لشركة في حجم "صافولا"، خاصة في ظل معدل سيولة نقدية عند 082، وسيولة جارية بواقع 0.90، وفي هذا ما يشير إلى أن "صافولا" قادرة على مواجهة التزاماتها المالية على المدى القريب. وفي مجال الإدارة والمردود الاستثماري، جميع أرقام الشركة تضعها في مركز المتقدم، فقد تم تحويل جزء كبير من إيراداتها إلى حقوق المساهمين، لتبلغ نسبة النمو في حقوق المساهمين 8.66 في المائة عن العام الماضي 2009، ونسبة 18.39 في المائة عن الأعوام الخمسة الماضية، وهو معدل ممتاز، وأفضل من المعدل المرجعي 15 في المائة. وجاء العائد على الأصول عند 5.54 في المائة عن العام الماضي و 16.16 في المائة عن السنوات الخمس الماضية، وهي نسب جيدة تعزز بقاء سهم "صافولا" ضمن أسهم الاستثمار على المدى البعيد. وحققت الشركة نموا في المبيعات بلغت نسبته 29.39 في المائة العام الماضي 2009، ونسبة 14.04 في المائة عن السنوات الخمس الماضية، والمأمول أن تستمر هذه المعدلات خلال الأعوام المقبلة. وفي مجالات السعر والقيم لسهم صافولا، يبلغ مكرر الربح 18.79 ضعفا، وقيمة السهم الدفترية 13.88ريالا، ومتوسط قيمة السهم الجوهرية 19.60 ريال، وهي جميعها مؤشرات جيدة، وتوحي بأن سعر السهم مقبول عند 36 ريالاً. هذا التحليل لا يعني، بأي حال من الأحوال، توصية بالشراء، بالبيع، أو بالمحافظة على السهم، بل يقتصر الهدف الرئيسي منه على وضع الحقائق أمام المستثمر الذي يتحمل تبعة ما يترتب على قراراته.