شّد إنتباهي ما يرسل إلي من بعض المنتديات أو المواقع الالكترونية حول"فضائح الفنانين"، وربما هذه الرسائل قد تمرّ على الآخرين مِن مَن يتابعون الايميل بشكل مستمر، الأهم لدي هو"الحذف"في هذه الحالة.! سابقاً لم تروج هذه الأفكار بمتابعة النجوم وترويج فضائحهم، ليس لان التكنولوجيا كانت متأخرة والسبل متقطعة على منفذي هذه العمليات المخلة للأدب والتي تقصي المبدع عن مجتمعه، ولكن ما حدث أن هذه الفئة من المبتكرين للموسيقى العربية ومطوريها كمحمد عبدالوهاب أو السنباطي أو فريد الأطرش وغيرهم، التزام بمبدأ الفن للإبداع يليها إمتاع، ليس لهواً وسوء أدب أو فنان"ينط نط"وخلفه عشرون صبية بلباس لا تكاد تراه. هذا هو الفرق والقيمة والندرة التي احتفظ بها ذلك الجيل من المبدعين، رغم اعترافي إن تماسك المجتمع ومبادئه هي أيضا رادع للفنان اينما حل وغنى أو مثل، ولي في هذا مثل عظيم كالمجتمع الخليجي. الفرق بين الجيلين أن الناس تحترم ذلك الجيل من فناني الأمس من المشرق حتى المغرب، ولن يبلغ أحد أن تجرأ بشيء من ما يحدث حاليا بملاحقة الخصوصيات التي تشد المراهقين. من غير قيمة المطرب في الوقت الحالي هي تكاثر القنوات الفضائية وبرامج الواقع واستنزافهم عبر "الفيديو كليب"في إشارة أن هذه الأعمال لن تنجح وتتابع الا بتصوير الفتيات كطعم للمشاهدين، وأظن أن الخطأ وسوء التقدير وقع في التمييز ما بين المشاهدين والمستمعين، فهناك من جيل الأمس من يسمون"سميعة"، أما اليوم فأصبحت للمشاهدة وإبراز المفاتن شأن آخر. وبالتالي هناك من أراد البحث في خصوصيات فناني اليوم ولياليهم ليبرزها في مواقعه الالكترونية ويستقطب بها المراهقين ومتابعي الشبكة العنكبوتية، لاسيما وان هناك تبادلا من حيث المنطق بقبول هذا المبدأ بعد تبرجهن بشكل فاضح في العديد من القنوات الفضائية التي أفسدت الذوق العام ولا أظن أن أحدا يريد أن يصلحه، لأن الطلب يزداد ويتكاثر من شركات الانتاج. هذه الخصوصية أفرزها"الفيديو كليب"بشكل مهين للقيمة الثقافية الغنائية العربية وما أسست عليه، كما ان في هذه الجزئية قد تناولها مسلسل"بقعة ضّوء"بشكلها الحقيقي في مشهد مهم يكشف حالة التراجع المخيف للأغنية العربية، "حينما أرادت إحدى الفنانات أن تغني وطلب منها أن تتعرى لتشتهر وتزداد مبيعاتها بشكل أكثر لصالح شركة الانتاج". ما استغربه ان مروجي فضائح الفنانين هم على صلة مع من وكيف..لا أعلم.!