تتزايد حوادث القطار «السريع» بين الرياضوالدمام, ونحن في بلادنا حتى «الآن» لا نملك إلا خطا واحدا بين الرياض والأحساء والدمام, وهو خط تجاري بالدرجة الأولى «لنقل كاونترات» البضائع, هذا المسار البري للأسف أصبح الآن مصدر قلق وخوف ورعب لمن يحاول استخدام هذه الوسيلة, قد تحدث الحوادث بكل مكان في العالم ولكن لدينا حالة «استثناء» وسؤال, لقد رأيت شخصيا مترو وقطارات بسرعة «الرصاصة» ببريطانيا وألمانيا وهونغ كونغ وكوريا والصين وغيرها, دول حين تتمعن بمسارات هذه القطارات أو المترو و mtr تصاب بحالة من الذهول، كيف يمكن ضبط هذه الرحلات بالدقيقة والثانية لكل رحلة ناهيك عن الأمان, وحين تدخل هذه القطارات سواء التي على سطح الأرض أو تحت الأرض, لك أن ترى أي تكنولوجيا مطبقة وإرشادات وأناقة ونظامة وأمان, من هذه الرؤية للقطارات بأنواعها بأوروبا والشرق تستطيع أن تميز الفارق «الإداري» بين من يؤدي عملا جبارا بصمت ودقة متناهية وبين من يحاول أن يقول لك أن ما لدينا لا يوجد ما يضاهيه في هذا العالم. نحن مقبلون على مشاريع ضخمة في إنشاء بنية تحتية للقطارات, وهي رحلات طويلة أشبه برحلة برية -بمعنى الفرضية- تكون أكثر أمنا وأوضح مسارا ولا تحمل كثيرا من التعقيدات, وليس لدينا الآن أي رحلات «مترو» أو «قطارات» داخل المدن فقد كفتنا زحمة المرور و «أداء» المرور العزيز المميز الذي لا تشعر بوجوده إلا بوقت الحادث وانتهى أيضا مع دخول شركة «نجم» للتأمين التي تتولى مشاكل الحوادث وتسويتها. نحمد الله أن ليس لدينا قطارات ومترو داخل المدن إن كانت الإدارة والتنظيم سيتم بهذا الذي يحدث من حوادث أيا كانت مسبباتها, فعنصر الأمان هو الخيار والتحدي الأول لأي وسيلة نقل, وهذا ما نراه لا يحدث من الأحداث المتتابعة لدينا, فهي أشبه باثنين حصل لهما حادث في صياهد الصمان ووحدهما فمن يصدق أن يحدث ذلك. لا أفهم حقيقة «نوعية» الإدارة لدينا في الأداء الحكومي, فنحن نشاهد مشاكل الصرف الصحي والسيول لا تنجز بإتقان بالوقت المحدد والكفاءة الكافية فكم من مواطن سقطت سيارته في «حفر» هذه المشاريع, كم مواطناً تضرر من تأخر إنشاء نفق أو شارع أو كبري وأجمل مثال «نفق» الدمام الذي لا تفهم سر عجز إنجازه، وأصبح بمقدور هذا النفق أن يدخل كتاب جينيس من باب «أطول مشروع زمنيا» لم ينجز, مجال البناء والتشييد والمشاريع الحكومية تعاني كثيرا في تحقيق ثلاثة أهداف مهمة: أولها إنجاز المشروع بوقته، وثانيها بكفاءة وجودة عالية ، وثالثها بأقل تكلفة ممكنة حتى لا يعاد ترميمه وبناؤه بعد إنجازه بشهر أو أسبوع, نحتاج في المشاريع الحكومية والأداء الحكومي عامة أن تكون هناك قدرة عالية على تحقيق الإنجاز بالوقت المحدد والمناسب وبأفضل كفاءة لا يحدث معها خلل قد يكلف الكثير مستقبلا, نحتاج أن نصل إلى الثقة بأن المشروع الحكومي سينجز بأعلى كفاءة وثقة ودقة، لا أن يصبح العكس هو القاعدة.