استغلت بعض مراكز التسوق الصغيرة ارتفاع أسعار السكر للبيع بالجملة ذريعة للزيادة في الأسعار التي تصل للمستهلك النهائي، وخاصة للعبوات الصغيرة من 1 كيلو وحتى 10 كيلوغرامات، حيث يباع الكيلو بقيمة 5 ريالات في حين كان السعر قبل عام لا يتجاوز ريالين فقط، وقد كان سعر عبوة 10 كيلوغرامات 22 ريالا قبل عدة أشهر لكنه تجاوز 40 ريالا حاليا. وشكا عدد من المواطنين هذا الارتفاع الأخير الذي حدث الأسبوع الماضي، حيث تعدت الزيادة في شهور قليلة حاجز 100%، وساعد في ذلك عدم وجود رقابة على محلات التموينات، حيث أن هناك تباينا في الأسعار من سوق الى آخر، وخاصة في محلات التموينات الصغيرة حيث تبيع بسعر يزيد على بعض الأسواق الكبيرة يترواح ما بين ريالين الى خمسة ريالات بحسب حجم الكمية التي يطلبها الزبون. "الرياض" قامت بجولة ميدانية على عدد من المحلات ولاحظت هذا التباين الواضح في أسعار السكر ووصول الزيادة الى 100% عن بداية العام المنصرم. وأكد عدد من العاملين على الهاتف المجاني لوزارة التجارة أنهم تلقوا اتصالات من بعض المواطنين للشكوى من ارتفاع أسعار السكر في الأسبوع الماضي بالذات من مختلف مدن المملكة، ورفعت بيانات بأسماء عدد من المحلات تسجل ارتفاعا مبالغا فيه عن واقع الاسعار ، وكذلك من اختلاف واضح في السعر بين موقع وآخر. كما أن الأسعار التي في بعض المحلات الكبيرة والمعروفة في المدن الرئيسة تختلف بشكل كبير عن باقي الأسواق المتوسطة والصغيرة، ويوضح الجدول الذي تنشره الرياض الأسعار قبل الزيادة التي ظهرت من الأسبوع الماضي، وطبقتها العديد من المحلات بالرغم من أنها تملك مخزونات تقل عن الأسعار الحالية بكثير. وتعتمد السوق السعودية بشكل كبير على منتج الشركة السعودية المتحدة للسكر حيث تقوم الشركة سنوياً بإنتاج (1,4) مليون طن، ويقدر حجم الاستهلاك المحلي ما بين 950 ألف طن سنوياً ، بينما يتم تصدير الفائض للخارج. وارتفع متوسط سعر بيع الكيس وزن 50 كجم من قبل الشركة المتحدة للسكر خلال شهر ديسمبر 2009م بالمقارنة مع متوسط السعر خلال يناير بداية العام بنسبة (45%) علماً بأن متوسط السعر محسوب على أساس كافة الشرائح وهي التجار والمصانع حيث أن أسعار مبيعات الشركة للمصانع تقل عن أسعار مبيعاتها للتجار. انخفاض عالمي في الانتاج وكانت أسعار السكر الخام والسكر الأبيض قد شهدت منذ 2009م ارتفاعاً حيث ارتفع المتوسط الشهري لأسعار السكر الأبيض المتداول ببورصة لندن نهاية شهر ديسمبر لعام 2009م بحوالي 101% بالمقارنة مع متوسط أسعاره خلال شهر يناير لعام 2009م ، وارتفع المتوسط الشهري لأسعار السكر الخام خلال نفس الفترة بحوالي 122%. ويعزو بعض المتابعين السبب لارتفاع أسعار السكر لانخفاض إنتاج الهند من السكر بشكل حاد يفوق (40%) من حوالي 24 مليون طن إلى حوالي 15 مليون طن وذلك نتيجة لتأثر محصول قصب السكر للعام 2008/2009م بسبب سوء الأحوال الجوية في المنطقة والتوقعات السيئة بالنسبة للمحصول القادم للعام 2009/2010م . مما أدى إلى قيام الهند باستيراد 8 ملايين طن لسد العجز في الإنتاج. كما أن نتاج البرازيل من السكر لم يكن بحجم التوقعات وذلك بسبب زيادة كميات الأمطار وقت الحصاد والتي أدت إلى خفض نسبة تركيز السكر الموجودة في قصب السكر، وكان هناك نقص كبير في إنتاج كثير من الدول واضطرارها للاستيراد من الأسواق العالمية مثل السودان ( 400 ألف طن) ، باكستان (600 ألف طن)، المكسيك (700 ألف طن) لتغطية النقص الحاصل في أسواقها.