إخراج المباريات تلفزيونياً أصبح همّاً يصيب المشاهدين بسبب (العك) الإخراجي الذي أصبح طابعاً مميزاً للمخرجين، حيث يقوم من يسمي نفسه مخرجا برفع ضغط المشاهدين بإخراج من نوع رديء هابط يظن من خلاله انه يقدم لمشاهديه نوعاً متقدماً من الإخراج التلفزيوني ونقل المباريات على الهواء مباشرة، دون أن يدرك هذا المخرج أن المباريات العالمية المنقولة فضائياً أصبحت تعطي المتابع الرياضي فكرة واضحة عن طريقة الإخراج التلفزيوني المتقدم والمتطور فنياً وتقنياً، وكيف تعاد اللقطات من زواياها الصحيحة بحيث يخرج المخرج المتمكن مباراة ممتعة ومثيرة بشكل أكثر مما يجري على أرض الملعب. طريقة المخرجين توضح أنهم لا يعرفون الفرق بين إخراج المباريات وبين إخراج برامج الأسرة وبرامج الأطفال، بل إن بعض المخرجين يتعاملون مع مبارياتهم بطريقة غريبة غير مفهومة حين يتجلى الإبداع الإخراجي بطريقة فنية غريبة عندما يسلط المخرج كاميراته خلف شبكة المرمى لينقل للمشاهدين، في لقطة يعتبرها المخرج المسكين باهرة، مشهداً خلفياً كئيباً لضربة ركنية يتم لعبها في منظر تلفزيوني اختلطت فيه صورة اللاعبين بصورة الشبكة، أو تلك المشاهد الإخراجية التي تعاد فيها بعض الكرات بينما كرات أخطر تجري في الملعب، وهو ما يؤكد أن الإخراج له لغوياً من اسمه الشيء الكثير حيث يعني إخراج المشاهدين من بيوتهم وإجبارهم على الذهاب إلى الملعب. ولعل المتابع الرياضي استغرب تقديم محطة (الجزيرة الرياضية)، وهي محطة متطورة مهنيا، عرضا ماليا كبيرا لشراء قنوات (ART) الرياضية وهو بشكل عام خبر مفرح للمتابع الرياضي، وربما أن هناك خطأ طباعيا في رقم المبلغ الذي قيل انه يكاد يصل إلى (3) مليارات ريال، ذلك لأن هذه المحطة لا تساوي قيمتها في تقديري هذا المبلغ، وهو ما يثير الاستغراب حول طبيعة الصفقة، إذ كيف تنتقل الحقوق من محطة إلى أخرى هكذا دون وجود نص تعاقدي بذلك، بل من سيحمي حقوق المشترك المسكين الذي ذهب ضحية الصفقة، وما هو دور الجهة الرسمية التي تعاقدت أصلا مع المحطة المحظوظة. واختم بالقول للمتابع الرياضي ألا يتوقع رداً على هذه الأسئلة وغيرها من أسئلة يطرحها الإعلام الرياضي، فالشفافية مفقودة في وسطنا الرياضي حتى إشعار آخر.