لم تكن المنافسة هذا الموسم مقتصرة على الأندية بل امتدت أيضا للتغطية التلفزيونية التي ترسل الأقمار الصناعية بثها وذبذباتها على الهواء مباشرة، العصر الفضائي الحالي يمثل الآلية التي استندت إليها الشركات الإعلامية المختلفة حيث لا تحتاج كمشاهد رياضي إلا إلى (ريموت كنترول) تنتقل به من محطة إلى محطة مقبلا على ما يحلو لك ومدبرا عما تحس فيه بكثير من التسطيح والتكرارية، الشركات الإعلامية الفضائية لها أيضا أهدافها المختلفة حيث ترى في المحطات الرياضية المتخصصة وسيلة مثلى ومهمة للانتشار ولاستقطاب الإعلانات التي تبقى الهدف الأخير لكل محطة تريد أن ترى أرباحها تتضاعف وهي الإعلانات التي لن تذهب إلا إلى المحطات الناجحة التي تستطيع إرضاء المشاهد عند تغطية المناسبات الرياضية المختلفة الأمر الذي يضاعف المشتركين لتبدأ الإعلانات تتوالى ولتبدأ الدورة الربحية، فالعملية بين هذه المحطات الرياضية الفضائية تتركز وتنحصر في محاولة الربح المادي كهدف نهائي ولكنها تختلف في الطريقة التي تعمل بها لتحقيق الربح، فهناك محطات فضائية رياضية تعمل بصورة بدائية لم تتغير وهناك من يعمل بصورة جديدة ومختلفة ومتميزة مستغلا في ذلك قدراته وإمكاناته ونوعية الكفاءات العالية التي لديه وهو أمر يحقق في النهاية الهدف المنشود من زيادة المشتركين والمعلنين وتحقيق أرباح تجارية. هذا الجانب لامسه الطاقم العامل في (الجزيرة الرياضية) وهي محطة متطورة مهنيا، الذي يقدم أسلوبا مختلفا للعمل الإعلامي الرياضي الفضائي حيث يلعب فريق هذه المحطة مباراة فضائية ناجحة تربط المشاهدين معهم خلال المناسبات الرياضية المختلفة بطريقة مبتكرة تستند إلى قدرات متميزة لها دور في تكامل النجاح على أساس منظم نظراً إلى عمل هذا الطاقم بشكل مهني قاده إلى النجاح المتواصل وهو أمر أدى بمجمله إلى ازدياد عدد المشتركين في هذه المحطة بشكل ملاحظ لدى المتابع الرياضي السعودي. المحطات التي كانت تعيش عبر (الفهلوة) كان اتجاهها الطبيعي والمتوقع هو أن تندثر لتحل محلها محطات تملك القدرة على إرضاء كل الأذواق، ولذلك فإن التغطية الإعلامية الفضائية للمناسبات الرياضية المختلفة هي عملية ابتكارية تحاول دائما المحطات الناجحة استغلالها بطريقة تعود بالنفع عليها بشكل عام، وأنا لا أتحدث هنا عما يجري على ارض الملعب وقت المباراة لان اغلب المحطات تنقله في نفس الوقت ولكني أتحدث عن الطريقة التي تعرض بها هذه القناة أو تلك تحليلها لما سوف يجري على ارض الملعب قبل بدء المباراة أو لما انتهى إليه الشوط الأول أو لما آلت إليه نتيجة المباراة بعد نهايتها حيث يلعب تميز التحليل والابتكارية التي تصاحب طريقة العرض وأسلوبه العامل الأول من رسم النجاح، ولعل هذا القول يزداد حساسية عندما يتعلق الأمر بمباريات دوري محلي تلعب فيه عواطف المشتركين دورا كبيرا حيث يلزم في تقديري على المحطة الناجحة الابتعاد عن أسلوب بعض الصفحات الرياضية الهابطة والارتقاء إلى أسلوب الصحافة الفضائية، وهذا أيضا من تقديري السبب الأول في نجاح (الجزيرة الرياضية).