الفالنتين الذي مرت مناسبته الأسبوع الماضي.. هو عيد دخيل على مجتمعنا العربي والإسلامي بلا أي هوية، روجه الغرب فسعى لتنفيذه عبر إعلام غير هادف، سلط أقلامه المأجورة على أهم وأغلى فئة لدينا (فئة الشباب) للسيطرة على عقولهم، ومن ثم انغراسهم في عاداتهم وتقاليدهم والبعد عن دينهم. وللأسف الشديد انجرفت معه بعض الأقلام في الصحف لا تعرف البعد والهدف الحقيقي لهذه المناسبة. فعيد الفالنتين أو ما يسمى بعيد الحب أو عيد العشاق تعود جذوره التاريخية كما يدعون إلى عند دخول الرومان في النصرانية بعد ظهورها، حيث منع الإمبراطور الروماني كلوديوس الثاني في القرن الثالث الميلادي جنوده من الزواج، لأن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها، فتصدى لهذا القرار القديس فالنتين وصار يجري عقود الزواج للجند سراً فعلم الإمبراطور بذلك فزج به في السجن وحكم عليه بالإعدام في يوم الرابع عشر من فبراير عام 270م أي قبل 1740 عاماً.. ومنذ ذلك أطلق لقب القديس فالنتين على هذا اليوم كشعار ورمز للحب، وسمي باسم عيد العشاق أو عيد القديس فالنتين علماً بأن هذا العيد أوقف في إيطاليا التي كان مشهوراً فيها بعد أن ثأر رجال الدين النصراني على هذا التقليد واعتبروه مفسداً لأخلاق الشباب والشابات، ثم تم إحياؤه في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين. من هنا يتبادر إلى أذهاننا عدة أسئلة!! من المسئول عن نشر هذا العيد في المجتمعات الإسلامية؟ ومن المسؤول عن إعطاء أهمية هذا العيد أكثر من حقه؟ وكيف أن الإعلام من غير قصد روج لهذا العيد؟ ومن يتحمل المسئولية؟. فإعطاء هذا اليوم أكثر من حقه، والتركيز عليه، والتطرق له ساعد على التعريف بهذا العيد، وانسياق الشباب والشابات خلفه، فنجد وسائل الإعلام المختلفة قد وضعت في برامجها وأجندتها هذا العيد، فلا بد لنا أن نعي أن هذا ما يريده الغرب لأن بطريقتنا هذه سوف نروج من غير قصد لهذا اليوم (عيد الفالنتين) وسنساعد على نشره بين مجتمعاتنا الإسلامية. فالغرب لا يتطرقون لأعيادنا لا من قريب أو بعيد أو حتى لا يتحدثون عنها أو يحتفلون بها، بينما البعض لدينا على العكس تماماً يبحثون ويهتمون بأعيادهم ويحفظون أيامهم ويذكرونها كثيراً في وسائل الإعلام. الوقوف والحد من هذه الظاهرة والتصدي لها لا يكون بمصادرة الزهور والبطاقات والهدايا ذات اللون الأحمر، والتسبب بضرر المحلات التجارية وإفلاسها بسبب وجود اللون الأحمر في محلاتهم. إنما لا بد لنا من نشر التوعية السليمة في مدارسنا وبيوتنا وجامعاتنا وفي كل مكان يقصده (شبابنا)، وهنا نشيد بجهود رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأسلوب الراقي المتبع في التوعية والمناصحة وإرشاد الشباب، وحثهم على التمسك بتعاليم الدين الحنيف وسنة النبي المصطفى الأمين، وأن نؤمن أنه ليس لنا إلا عيدان هما عيد الفطر وعيد الأضحى، وأن غير ذلك بدعة وخزعبلات دخيلة من الغرب للتأثير على عقول شبابنا ومحاولة انحرافهم عن دينهم. وانغراسهم في حضارتهم المزيفة. وكم سعدنا ونحن نشاهد نخبة طيبة من شبابنا وهم يقدمون تراثنا الموروث وفلوكلوراتنا الأصيلة، وثقافتنا من خلال الندوات والمحاضرات والاحتفالات والعروض والفنون التشكيلية ومعارض المملكة التي أبرزت ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وكان لشبابنا قصب السبق في ذلك في دول الغرب. لقد أعجبني الكاتب عبدالعزيز اليوسف في مقالته (عيد الفصفص) في جريدة اليوم وتطرقه لعيد الفالنتين بأسلوب راقٍ، حيث تناول الموضوع وعالجه بأسلوب ساخر عند وصفه اللون الأحمر رمزاً للحب، بينما هو لون القتل والحروب، والثورات الوطنية والدليل على ذلك وجوده على أعلام بعض الدول، وكيفية تعبيره لإيصال رسالة لأن هذا العيد لا أساس له ولا هوية.