هذا العام يدخل المهرجان الوطني للتراث والثقافة عامه الخامس والعشرين، هذا المهرجان الذي أصبح أحد أهم المهرجانات الثقافية في الشرق الأوسط من خلال الفعاليات والندوات الفكرية والأمسيات الشعرية، بل وحتى العروض المسرحية. وحضر فعالياته مئات المفكرين العرب والمستشرفين والأدباء من مختلف أنحاء العالم، وقد لا أبالغ إن قلت أن العديد من الأسماء اللامعة في العالم العربي أصبحت تتطلع إلى حضور مهرجان الجنادرية والمشاركة في فعالياته الفكرية، ولعل الندوات الفكرية والتي تنعقد على هامش المهرجان وتبنت قضايا فكرية هامة وشائكة من أهم الفعاليات المصاحبة للمهرجان. ولكن السؤال الذي يردده العديد من الحضور والفعاليات الثقافية والفنية التي تحضر المهرجان وهو أوبريت الافتتاح وهو الذي غالباً ما يكون شيقاً وجميلاً بألحانه الجميلة وكلماته التي تحكي أمجاد الوطن وبفنانيه العمالقة وهو بعد كل هذه السنوات الطويلة ما الذي يمنع أن يكون مباشرة وعلى الهواء خصوصاً وأن الفنانين المشاركين بالأوبريت فنانون محترفون يقيمون العديد من الحفلات الغنائية بشكل دائم ومتمرس، والفرقة الموسيقية متى ما كانت متميزة فبالتأكيد ستكون مواكبة للحدث المهم، فلم يعد لتسجيل الأصوات بالاستديو وبثها عبر المكبرات وظهور الفنانين المشاركين بالعمل وهم يحركون شفاههم خصوصاً وأن القناة التلفزيونية الراعية للمهرجان الإم. بي. سي قناة محترفة ويشاهدها الملايين من المشاهدين في أنحاء العالم وزينت بجماليات أوبريتات الجنادرية بما تحتويه من صور تراثية وفقرات درامية وكلمات رائعة ومعبرة يكتنفه بعض الهمس من الحضور والمشاهدين بالعالم العربي عن عدم إٍقامة الأوبريت بشكله المعروف للجميع. ولعل في تولي معالي الشيخ عبدالمحسن التويجري والذي يملك من البعد الثقافي والحس الإبداعي الشيء الكثير يعيد للأوبريت رونقه وجمالياته الحقيقية بإقامته حياً ومباشراً حتى تبقى صورة المهرجان هي الأبهى والأجمل بين المهرجانات ويكتمل عقد النجاح الذي لامس المهرجان منذ بداية إنطلاقته الأولى وحتى الآن.