هل بتنا (كسعوديين) ماركة لتسويق أي برنامج يتم طرحه فضائياً..؟!. يبدو أننا أصبحنا كذلك دون أن نعلم، ولمختلف البرامج الفضائية الحوارية والفنية والرياضية والدينية، وعلى نظام (حط سعودي) يرزقك الله بإعلان، حتى لو كان هذا (السعودي) لا يملك من المؤهلات ما يشفع له بالمشاركة في موضوع البرنامج سوى أنه وجه (إعلامي أو فني) معروف وهذا شرط لكي يتابعك الجمهور السعودي، ومن ثم تقتنع شركات الإعلان بضرورة الرعاية أو الإعلان..؟!. لا شك أننا في السعودية نمر (بالعصر الذهبي للإعلام) إن جاز لنا التعبير، حيث تنشد الكثير من المحطات العربية والفضائية استقطاب (أسماء سعودية لامعة) لتطريز شاشاتها بالمميزين والناجحين من السعوديين سواءً كانوا فنانين أو إعلاميين، إلا أن هناك تجارب أخرى (غير سعيدة) فأحد النجوم (مثلاً) عاد مؤخراً بعد مشاركته مع بعض الفنانين الآخرين على طاولة واحدة في برنامج يبث عبر (محطة خليجية) وبعد (موسمين) كان حضوره خلالهما فاتراً، ونجمه آفلاً، وعندما سألته قال لقد خسرت الكثير، فالإعداد والترتيب يتم تحت الكواليس، ولا نشارك فيه بتاتاً بل إن المساحة المتاحة لنا (ضيقة) في الحوار ويتم قصها ومنتجتها لاحقاً، فقط (رز خشتك) بابتسامة لكونك ستضيف (نكهة سعودية) بحضورك فقط..؟!. طبعاً هذا مؤشر مخيف (لفلسفة) مشاركة بعض النجوم السعوديين في العديد من البرامج، من خلال (ذهن وعقلية) المنتجين لهذه المحطات، وكأن السعودي هو محرم أو جواز عبور لنجاح هذه البرامج، وليس لما يمتلكه من قيمة فنية أو ثقافية أو قدرة إبداعية حوارية أو احترافية لطرح المحاور ومناقشتها أو تقييم قدرات المشاركين إنما لكونها تحتاج (لوجه سعودي) ..!. يحق لنا أن نسأل: عن ماهية المعايير التي يتم على ضوئها اختيار هذا الفنان أو النجم للمشاركة، وهل كل من يطلب منه يحق له الخروج في غير فنه أو مجاله..؟!. من المؤكد أننا من أسعد الناس بانتشار (السعوديين) عبر الفضائيات ومشاركتهم ومساهمتهم في مختلف اشكال الحراك الفني والثقافي الذي يتم عبر الإعلام العربي وبرامجه اليوم، ونحفظ للعديد من الأسماء السعودية حضورها المميز والعالق في ذاكرة المشاهد العربي ولكن لا نريد لنجومنا أن يتم استغفالهم وإظهارهم (ككمبارس) في بعض البرامج التي لا يملكون فيها القدرة على الظهور بالشكل اللائق، وإنما يُقرأ تواجدهم كنوع من التسويق والترويج لهذه البرامج فقط وضمان جلب الإعلانات، وحتى لا يخسروا حضورهم أمام المشاهدين..!. المجال بكل تأكيد مفتوح أمام الجميع ومن حقهم المشاركة والبروز أكثر، ولكن يجب أن نحذر من بريق ألقاب على وزن (النجم المشارك أو عضو لجنة التحكيم السعودي)..؟!. لأنها في الحقيقة بريق دولارات (المسوق السعودي) ليس أكثر..!. وعلى دروب الخير نلتقي.