أحيانا لا تقف الشهادات الجامعية عائقاً أمام سيدات رغبن بالعمل هرباً من الملل أو بحثاً عن مصدر للدخل أو لإثبات الذات، بل كثيراً ما يكون عملهن ضرورياً سواء لأسرهن أو حتى للمجتمع ورغم أن الكثيرين لازالوا يرفضون عمل المرأة من المنزل أو ينظرون إليه بعين الشك والريبة إلا أن هذا العمل موجود والمهن متعددة لا يمكن لأحد أن ينكرها أو حتى لا يمكن للبعض الاستغناء عن صاحباته ومن هنا ابتكرت مجموعة من الفتيات السعوديات طريقة جديدة لشغل أوقاتهن وتحسين أوضاعهن المادية، تكمن في استغلال مواقع التجمعات الإنترنتية النسائية بالترويج للمنتجات الخاصة غير المتوفرة في الأسواق المحلية مع عرض طريقة التواصل التي تسهل مهمة التفاوض بين التاجرة وعميلاتها والاستعلام عن كيفية تسليم المنتج المطلوب في الوقت المتفق عليه.وذلك بتركها رقمها أو إيميلها الإلكتروني، للمساعدة في التواصل مع الزبونة الراغبة في الشراء، فهذه هي الطريقة الأحدث في البيع والتي اتجهت إليها مجموعة كبيرة من الفتيات في السعودية، خاصة مع قلة فرص العمل المتاحة للمرأة في المملكة، لتبني أمالاً كبيرة على جدوى «التجارة الإلكترونية» التي قد تساعدها في الانخراط داخل مجالات العمل المختلفة. ندى باقيس( 27عاما )تخرجت في كلية التربية بقسم الرياضيات قبل 5 سنوات وتعمل حاليا في مجال التجارة الالكترونية من خلال تصميم وتنسيق هدايا وتوزيعات الأفراح تقول ندى عن أسباب توجهها الى التجارة الالكترونية: بعد التخرج من الكلية تزوجت وانتقلت مع زوجي إلى مدينة جدة .وبدأت بعد سنتين من الفراغ والتخبط في البحث عن وظيفة أحقق فيها طموحي واقضي بها وقت فراغي ولكن هواياتي الكثيرة وضعتني في حيرة من أمري فحبي للرسم والشعر وتصميم الأزياء وعمل الماكياج وتزيين الشعر شتتني كثيرا فلم أستطع الاستمرار في مجال واحد ولكن حين لاحظت في المجتمعات النسائية ظاهرة عمل النساء في بيوتهن بمشروعات صغيرة ومجالات مختلفة فكرت في مشروع يستفز كل تلك الهوايات المدفونة في داخلي ومن أهمها التجارة التي اكتسبتها عن والدي أطال الله في عمره وقد وجدت الدعم المعنوي والمادي من والدتي التي دعمتني برأس مال صغير بدأت فيه مشروعي .في البداية قمت بتصميم (صواني) للضيافة مميزة وبيعها على الأهل والأقارب والصديقات ولاقت إقبالا ممتازا بعد ذالك عرضت عليّ إحدى صديقاتي عرضا إعماليا في المنتديات النسائية على الانترنت حينها لم أكن متحمسة كثيرا لأني لم أجد ذالك الإقبال الذي كنت أتمناه ولكني قررت الاستمرار بحماس اكبر لبناء اسم وسمعة جيدة وقررت الاتجاه في تصميم وإعداد هدايا وتوزيعات الأفراح بعد ان وجدت إقبال السيدات عليها كبيرا جدا خاصة واني اثبت تميزي وإبداعي في هذا الجانب ومن هنا بدأت الهواية تأخذ مجرى آخر بعد ان كانت لتقضية وقت الفراغ تطورت لمشروع ناجح ودخل مادي ممتاز يصل الى أكثر من أربعة آلاف ريال شهريا. وعن سر اختيارها لهذه التجارة أضافت ندى قائلة :بعدما كانت الهدايا والتوزيعات مجرد كماليات .. ومنتشرة عند أهل الحجاز فقط أصبحت الآن أساسا من أساسيات المناسبة الناجحة يكاد لا يخلو منها فرح أو تخرج أو سابع والسيدة السعودية تبحث دائما عن التجدد والتميز فيما تقدمه لضيوفها فالتوزيعات هدية تذكارية تدوم طول العمر وأكثر الهدايا التي يحرصن عليها هي الهدايا ذات الطابع الديني والتي تعتبر بمثابة صدقة جارية مثل توزيع سجادات الجيب . المخصصة للصلاة . والمصاحف الصغيرة .وأقلام الأذكار .. وكتيبات الأذكار وكذلك يحرصن على التوزيعات التراثية والتوزيعات الحديثة والغريبة والتي تدخل ضمنها بعض قطع الشوكلاته. وعن حجم الاقبال أضافت ندى قائلة :الإقبال والحمد لله كبير جدا ومتزايد الآن وبفضل الله الطلبات تتوالى من كل مناطق المملكة دون استثناء حتى من مناطق نائية لم اسمع بها قط ومن دول الخليج العربي شحنت طلبيات كثيرة للامارات .. وقطر والبحرين وعمان والكويت. وعن أفضل الطلبيات التي اعددتها كانت من محافظة الوجه بمنطقة تبوك وأنا افخر كثيرا بهذه الطلبية واعتبرها فاتحة الخير عليّ بفضل من الله سبحانه وتعالى ، لأنها قدمتني بشكل مميز وجديد وأصبحت حديث المنتديات .وعن طريقة تواصلها مع الزبائن تضيف ندى قائلة :يتم التعامل مع الزبائن من خارج منطقة جدة عن طريق تحويل العربون على حسابي وبعد الانتهاء من الطلبية تصور وترسل الصورة لصاحبتها لتتأكد منها ومن ثم يرسل باقي المبلغ واشحن لها الطلبية عن طريق شركات الشحن والبريد لتصل لباب بيت العميلة وهنا يبرز دور الانترنت الأساسي في انتشار أعمالي وتوسعها أما عن أهم الصعوبات التي واجهتها فقد أضافت في أنها تكمن في تقبل الاقارب والمجتمع لفكرة العمل من المنزل وتساؤلاتهم المحرجة ،ماالذي يدفعك لذالك فانت لست بحاجة مادية وأنت طالبة جامعية واعتقد ان ماوصلت له وما سأحققه مستقبلا ان شاء الله هو الرد على هذه الأسئلة وليعلموا أنها كانت رغبة في تحقيق ذاتي وان أكون فعالة وايجابية في المجتمع هذا ما اطمح له مستقبلا هو ان اعتمد على نفسي في فتح معرض تجاري خاص بي ومن هنا ادعو كل فتاة لديها موهبة ان تبحث من خلالها عن النجاح وفرص عمل تعود عليها وعلى المجتمع بفائدة كبيرة وفي ختام حديثها شكرت ندى كل من رافق بدايتها نحو النجاح وساندها من والديها وزوجها والقريبين منها.