لفت الشيخ أحمد النايف الفيصل الجربا انتباهي إلى الشعار الترويجي الذي تستخدمه الشركة الراعية لرالي حائل 2010 م في إعلاناتها لغرض تسويق الرالي ، تحت عنوان ( البداية من هنا .. البداية من حائل ) حيث حمل الإعلان أربعة شعارات لأربعة راليات دولية من بينها رالي حائل ، إذ جاء الثور شعارا لرالي مدريد الأسباني ، وبرج بيزا شعارا لرالي ميلانو الإيطالي ، فيما جاء مبنى الكرملين شعارا لرالي موسكو الروسي ، لتأتي ( القربة ) كشعار لرالي حائل (!!) ، فإذا كان الثور يمثل بالنسبة للأسبان قيمة رمزية كبرى كإشارة لأعرق الرياضات في أسبانيا وهي رياضة مصارعة الثيران ، فيما يمثل برج بيزا الشهير القيمة ذاتها بالنسبة للطليان ، وكذلك الحال فيما يتصل بمبنى الكرملين كحصن تاريخي عند الروس .. فإن الشيخ يتساءل وأنا معه بالتأكيد عن أي قيمة رمزية تمثلها القربة ، هذا الوعاء البائس الذي لا يشي إلا بالفقر والعطش والتصحر وما إلى ذلك ؟ . أي قيمة تراثية أو حضارية أو ثقافية أو تاريخية يمثلها وعاء تقليدي بسيط ، مجرد وعاء عرفته كل المجتمعات البشرية في العصور السحيقة ، ابتداء من الإغريق والرومان الذين كانوا أول من استخدم الجلود كأوعية وكأعنة للخيل وربما كملابس في التاريخ ؟ ، ولا يزال يُستخدم عند بقايا الهنود الحمر وبعض قبائل أفريقيا الوسطى . أنا لا أجد جوابا لهذا السؤال سوى أنهم وجدوا هذه القربة كمجسم في أحد ميادين المدينة فاستشعروا واهمين طبعا اعتزاز الناس به فأخذوه شعارا في إعلاناتهم . دون أن يكلفوا أنفسهم عناء تفكيكه كرمز لمؤشرات ذات قيمة في تاريخنا . نحن لا نلوم الشركة الراعية التي أخفقت في اختيار هذا الشعار الهزيل عندما أذعنت لثقافة الأوعية والمواعين التي ابتلينا بها ، وملأت بها البلديات والأمانات كمجسمات جمالية مياديننا وشوارعنا من الإبريق إلى الدلة والنجر والصينية والمنفاخ وغيرها ، وكأننا الشعب الوحيد الذي اكتشف المواعين وحاز براءة اختراعها ، أو كأنها كل تراثنا وكل حضارتنا ، لكننا نلوم اللجنة المنظمة للرالي التي سمحت للشركة بتوظيف هذا الرمز الساذج لا أريد أن أقول : التافه كشعار يضاهي تلك الرموز التي وضعت بجانبه ، لماذا لم يتم اختيار الجمل وهو الأقرب لتحدي النفود كعنوان لهذا النشاط الرياضي ، أو تلك الشامخات من الجبال ؟ أو أي نقش من تلك النقوش الأثرية التي تنطق بلسان تاريخ هذه الأرض ؟ ، لماذا النخلة وهي جزء من شعار الوطن ؟ ، ولماذا ولماذا ؟ . ما هي الرسالة العظيمة التي أريد للقربة أن تحملها للعالم عنا في سباق رياضي تتنافس فيه أحدث موديلات السيارات ، وتعرفها الشركة ولا نعرفها نحن ؟ . يا أولاد الحلال أخرجونا من ذهنية الأواني المنزلية ، ولن تعدموا رمزا ذا دلالة يبيّض وجوهكم . يقول الزعيم الأفريقي العظيم نيلسون مانديلا : ( الشعار كالرصاصة يعتمد تأثيرها على ملاءمتها لفوهة البندقية ) ! .