يصاب سنوياً بالتهاب المسالك البولية عشرات الملايين من الناس من جميع الفئات و الاعمار من الاطفال و الرجال و النساء و الكهول و لكن النساء أكثر من غيرهن, هن أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض و خاصة في اوج نشاطهن الجنسي اي في سن الخصوبة و الانجاب و تقدر نسبة عدد الاصابات بالتهاب المسالك البولية لدى النساء مقارنة مع الرجال بعشرة الى واحد. اما المسالك البولية التي تتعرض للالتهاب لدى المرأة فهي عنق المثانة و فتحة مجرى البول و المثانة و الكلى و حوض الكلى. و يمكن اكتشاف التهاب المثانة و المسالك البولية بكل سهولة و تدل الاعراض التي تعاني منها المرأة من الشعور بحرارة اثناء التبول و تقطع البول و تغير لونه بالاضافة الى الشعور بالالم في اسفل البطن و منطفة الخاصرة دليل على و جود مشكلة بالمسالك البولية كما أنه من السهل تشخيص الحالات بواسطة الفحوصات المخبرية وزراعة البول. التهاب المثانة: من المشاكل الشائعة لدى السيدات في سن الانجاب هو التهاب المثانة التي غالباً ما يتكرر و تسببه بكتيريا تكون عادة متواجدة في المهبل و محيط الفرج و الشرج و تنتقل في ظروف معينة الى المسالك البولية العليا اي المثانة و الحالبين و الكلى و تصيبها بالتهاب حاد او مزمن. و يكون سبب الالتهاب احياناً توالد البكتيريا و تكاثرها في جروح الولادة اذا لم تراع اصول النظافة كما يساعد على انتقال العدوى ادخال القثطرة البولية في المثانة بعد الولادة او الجراحة النسائية و تركه عدة ايام متوالية. و لا شك ان من اهم انواع التهاب المثانة لدى المرأة ذلك الذي يحدث على إثر الزواج و الذي يسمى بحرقان البول عند العروس او التهاب شهر العسل. اما الاسباب المساعدة على حدوث التهاب المثانة فهي التالية: 1. قصر مجرى البول عند المرأة اذ لا يتعدى طوله 2,8سم بينما يبلغ طوله عند الرجل اكثر من 10سم. 2. وجود فوهة مجرى البول بمحادة مدخل المهبل مما يساعد على دخول بعض الميكروبات و الفطريات الى المسالك البولية 3.عدم العناية الكافية بجروح غشاء البكارة و جروح الولادة و تطهير منطقة الفرج و الشرج عقب الجماع. 4.ممارسة المسح بعد التبرز من الخلف الى الامام مما يسهل و صول البكتيريا الى منطقة البول و المثانة من منطقة الشرج. 5.قد يساعد بعض و سائل منع الحمل على حدوث التهاب المثانة فقد وجد مثلاً ان نسبة الاصابة بالتهاب المثانة لدى السيدات اللواتي يستعملن حبوب منع الحمل هي اعلى من تلك التي عند غيرهن كذلك بعض الاقراص المهبلية ذات الرغوة. 6.حبس البول الإرادي و تأجيل التبول خاصة بعد الجماع لمدة طويلة من الزمن تزيد عن الساعة من بدء الشعور بالحاجة اليه. يؤدي الى تنفخ المثانة و تراكم الجراثيم فيها مسهلاً بذلك حصول الالتهاب علماً بان التبول فوراً بعد الجماع يغسل مجرى البول و ينظفه من تراكمات البكتيريا الخارجية. التهاب المثانة اعراض التهاب المثانة او حرقان البول عند العروس في البداية ينتاب السيدة او العروس بالاحتراق او الاكتواء في منطقة الفرج سرعان ما يتحول الى ضغط شديد و ألم لدى تكرار العملية الجنسية او عند المشي فتشعر العروس بحرقة كلما دعتها الحاجة الى التبول فتسرع الى الحمام كل عدة دقائق و لكن البول لا ينزل بسهولة بل بدفعات قليلة جداً و بصعوبة فائقة، كما يصبح لون البول احمر بسبب امتزاجه بالدم الراشح من المثانة، و تتحرك النوبات البولية عقب كل حركة تقوم بها العروس او السيدة و ترتفع حرارة الجسم و تفقد الشهية للطعام و يصيبها توعك جسدي و نفسي و يعتريها خجل شديد لانها تعتقد ان هذا الامر قد يكون طبيعياً فلا ترى موجباً لاعلام زوجها او اهلها بما يعتريها الى ان تشعر بالانحطاط العام فتندفع حينها الى استشارة الطبيب. يعالج التهاب المثانة و حرقان البول بالمضادات الحيوية و يوجد العديد من هذه المضادات الحيوية و يعتمد اختيار المضادات على درجة حساسية المضادات الحيوية للجرثومة المسببه للمرض . و اكثر المضادات الحيوية استخداماً هي مجموعة البنسيلين مثل الاموكسيل و كذلك الاقمونتين كما تستخدم مجموعة الارثروميسين و الباكتريم ويجب استخدام العلاج لمدة تتراوح مابين سبعة الى عشر ايام و ليس التوقف عن استخدام العلاج عند شعور المريضة بالاحساس بالتحسن و هذا للاسف هو الشائع و هذا قد يسبب مقاومة البكتيريا للجرثومة مما قد يصعب علاجها في حال تكرر المرض. و بالاضافة الى المضادات الحيوية هناك عدة خطوات على المريضة ان تأخد بها لكي تساعد نفسها على الشفاء السريع و هي الاكثار من شرب السوائل بمعدل ثلاثة ليترات يومياً و الامتناع عن تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة و كذلك عدم تناول المخللات و البهارات و المأكولات الحارة و يفضل ايضاً عدم ممارسة الجماع اثناء المرض و اذا التزم الامر قد تحتاج المريضة التزام الراحة و عدم التعرض للبرد و عدم القيام بجهد جسدي مهما يكن. و للوقاية العامة من التهاب المثانة فإنه يجب غسل المنطقة التناسلية بالماء و الصابون و كذلك يجب تفريغ المثانة مباشرة قبل و بعد عملية الجماع و استخدام فوط نظيفة و تبديلها باستمرار خلال فترة الطمث. كما ينصح بعدم استخدام العطور و الزيوت و الاعشاب على منطقة الاعضاء التناسلية. كما ان تناول الاطعمة التي تحتوي على الكالسيوم و المقنيسيوم و فيتامين ب 6 تساعد على تفادي التهابات المثانة. ان التغذية السليمة مع الراحة النفسية و الابتعاد عن الاجهاد تساعد على رفع مقاومة الجسم للاصابة بالالتهاب و تقوي جهاز المناعة.. التهاب الكلى: يعد التهاب الكلى اكثر خطراً من التهاب المثانة و هو اما حاداً او مزمن و كثيراً ما يحدث اثناء الحمل لان الحمل يؤدي الى تغيرات هرمونية تحد من نشاط الكلى و نزول البول بسلاسة و يزيد الامر تعقيداً ضغط الرحم النامي على الجزء الاسفل من الحالب مما يساعد على ركود البول و حدوث الالتهاب. و من علاماته ارتفاع في درجات الحرارة و الاحساس بقشعريرة و رغبة متكررة في التبول و اوجاع حادة جداً في منطقة الكلى في الظهر. من آثاره السيئة انه يساعد على حدوث تسمم الحمل و الولادة قبل الاوان. يتطلب التهاب الكلى معالجة مكثفة بالمضادات الحيوية.