في ظل اهتمام دارة الملك عبدالعزيز بتاريخ وأدب الجزيرة العربية ودورها الثقافي المشرف، فقد تبنت إعداد وإصدار (موسوعة الملك عبدالعزيز في الشعر العربي) وهي موسوعة شاملة لكل ما قيل في الملك عبدالعزيز-طيب الله ثراه-من الشعر العربي،سواء من الشعراء السعوديين أو من غيرهم،على أن يشمل الجمع الشعر الفصيح والعامي. ويعتبر هذا المشروع خطوة مباركة تحسب للدارة ممثلة برئيس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- والذي نجده سباقا إلى كل خير، وليس هذا المشروع أول ولا آخر فضائل سلمان أمير المؤرخين والمرجع الفصل في تاريخ الجزيرة العربية. فهذا المشروع اعتبره إبداعيا ورائدا متوقعاً عند الانتهاء منه أن يجد القارئ والباحث في هذه الموسوعة رسالة الملك عبدالعزيز وجهاده الوحدوي في بناء دولة حديثة وتضحياته البطولية وحنكته السياسية ومنهجه الشرعي القائم على العدل والإنصاف ونشر قيم الإخاء والمساواة بين أبناء الجزيرة العربية. فميزة الشعر أنه ملازم لأغلب الأحداث والتغيرات المجتمعية وعلينا أن نتعامل مع الشعر بدراية وشفافية عالية فهو كائن حي شاهد على بيئته وعصره الذي قيل فيه. ومن خلال الشعر يمكن كتابة السيرة الذاتية بمنظور أشخاص آخرين يمثلون كافة شرائح المجتمع في فترات زمنية ممتدة بما تحتويه من ظروف داخلية وخارجية متغيرة، وبالتالي ستكون صادقة وموضوعية. ومن خلال هذه الموسوعة سنقرأ سيرة ذاتية متميزة يمتزج فيها الشعر بالرواية وترتبط بشروح تاريخية وجغرافية واجتماعية محددة بفترة زمنية وموثقة بشكل علمي وفي الجانب الآخر تعكس الحالة الأدبية في الجزيرة العربية، وتكون مرجعاً ضخماً عن نتاج وتراجم شعراء تلك الفترة ومعجم لهجوي شامل، وسنخرج بعمل أدبي شعبي متميز وغير مسبوق يجمع الأدب والسيرة والتاريخ والجغرافيا والاجتماع والسياسة بين دفتي كتاب، وأن نقدم شيئاً من الوفاء لمؤسس هذا الكيان الوحدوي الفريد. وعندما نتحدث عن سيرة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن (طيب الله ثراه) فنحن نتحدث عن سيرة أمة وعن شخصية عالمية مؤثرة وقد عرفت له المواقف المشرفة على المستوى العربي والإسلامي والعالمي، وبالتالي لم يكن الشعراء السعوديون وحدهم هم من خلد مآثر الملك عبدالعزيز بل إن عدداً كبيراً من الشعراء العرب من المشرق والمغرب قد وصف بطولاته ومواقفه العربية والإسلامية الخالدة. السماري وسيبقى هذا العمل كنزاً للأجيال وشاهداً خالداً على عصر التأسيس والبناء. ومن بروشور أنيق أعدته الدارة عن الموسوعة ووزع أثناء مؤتمر الأدباء السعوديين، نختار بعضاً مما جاء فيه: هدف الموسوعة: 1-جمع ما قيل في الملك عبدالعزيز-طيب الله ثراه-من شعر عربي فصيح وعامي. 2-توثيق الشعر وإيضاح غامضه وإشاراته. 3-التعريف بالشعراء. 4-تعريف الأجيال بتاريخ الملك عبدالعزيز وإصلاحاته وأحداثه من خلال الشعر. أقسام الموسوعة: وتتكون الموسوعة من ثلاثة أقسام:- 1-الشعر الفصيح. 2-الشعر العامي. 3-الملاحم الشعرية المطولة. اللجنة العلمية للموسوعة: 1-معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام للدارة رئيساً. 2-الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع مشرفاً علمياً. 3-الدكتور منصور بن إبراهيم الحازمي عضواً. 4-الدكتور حسن بن فهد الهويمل عضواً 5-الدكتور عبدالله بن سالم المعطاني عضواً 6-الدكتور عبدالله بن عبد الرحمن الحيدري عضواً. 7-الأستاذ سعد بن عبدالله الحافي عضواً 8-الأستاذ عبدالرحمن بن محمد السدحان عضواً. 9-الأستاذ عبدالله بن إبراهيم بن دخيل عضواً. منهج جمع الشعر: 1-تحرير النص الشعري وضبط ما يحتاج إلى ضبط بالشكل. 2-تحديد بحر القصيدة. 3-تاريخ نظمها. 4-تاريخ نشرها أول مرة أو إلقائها أو تسجيلها. 5- المناسبة التي قيلت فيها. 6-التعريف بالشاعر عند وروده لأول مرة مع ذكر مصادر الترجمة. 7-شرح الألفاظ الغريبة. 8-التعريف بالأعلام والأماكن والإشارات التاريخية الواردة في القصيدة. 9- المصادر والمراجع التي وردت فيها القصيدة. 10- تقوم الموسوعة على جمع الشعر وتوثيقه وتحريره والتعريف بقائليه، ويكون لها مقدمة نقدية عامة،أما الدراسات التفصيلية لهذا الشعر فهي متروكة للباحثين الذين سيستفيدون من حصرها الشامل للنصوص. 11-يتم ترتيب(النصوص) داخل كل قسم من أقسام الموسوعة حسب التسلسل الزمني لتاريخ الملك عبدالعزيز وأحداثه ثم تزود بفهارس تحليلية متنوعة. 12-ستكون الموسوعة في مرحلتها الأولى(الجمع والتنسيق)موسوعة رقمية(قاعدة بيانات)وبعد المراجعة والتدقيق يمكن استخراج: أ-نسخة إلكترونية(CD) ب-نسخة ورقية شاملة للشعر الفصيح. ج-نسخة ورقية شاملة للشعر العامي. د-نسخة ورقية شاملة للملاحم. ه-موسوعات نوعية و-مختارات شعرية. دارة الملك عبدالعزيز وخدمة الأدب الشعبي: بعيداً عن الدعائية فإن دارة الملك عبدالعزيز بهذا المشروع قدمت خدمة رائدة وعظيمة لأدبنا الشعبي، ولأول مرة الشعر العامي يدخل في موسوعة علمية فضلاً عن اعتباره أحد المصادر التاريخية الوطنية المهمة التي توليها الدارة اهتماما وعناية خاصة. وقد لمست من خلال إشرافي على القسم العامي في الموسوعة حرص معالي الدكتور فهد السماري الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز وتوجيهاته الدائمة في مسح كافة المصادر في الداخل والخارج وتقصي المعلومات عن الشاعر وروايات النص المختلفة وظروف كتابته،واعتماد أسلوب النشر التفاعلي كتجربة متميزة في الوصول إلى قطاع عريض من القراء والباحثين ممن يظن فيهم الإفادة في هذا الشأن، خاصة فيما يتعلق ببعض الشعراء الذين لم ترد في المصادر معلومات كافية عنهم، وكان أول مقال في هذا الخصوص قد نشر في صفحة خزامى قبل أسبوعين تقريباً وقد كان له صدى طيب وتفاعل مشجع من القراء والمهتمين.