شهدت فعاليات ملتقى جواثى الثقافي الثالث الذي يقيمه أدبي الاحساء الجلسة الثانية من فعاليات الملتقى والتي أقيمت امس الثلاثاء 22 / 3 / 1433ه بقاعة فندق الإنتركونتينتال الساعة 9 – 10.30 صباحًا تحت عنوان : «الخطاب الشعري في الخليج» . رأس الجلسة الدكتور عبدالمحسن القحطاني وشارك فيها أ. د محمد بن عبدالرحمن الربيع ( السعودية ) د. حاتم ابن التهامي الفطناسي ( تونس ). بعنوان» أين تأتي القصيدة يا ترى؟» أ. محمد عبدالله العباس ( السعودية ). تحت عنوان : «المفردة البحرية في النصوص الشعرية الخليجية المعاصرة». افتتح د. الربيع الجلسه ببحث تحت عنوان» الملك عبدالعزيز في الشعر الخليجي المعاصر، ذكر فيه أن للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – مكانة كبيرة لدى شعراء العربية يتضح ذلك من الكم الهائل من الشعر الذي قيل فيه ومن عدد الشعراء الذين تغنوا ببطولاته وإصلاحاته سواء من السعوديين أو غيرهم، وقد تبنّت ( دارة الملك عبدالعزيز )، مشروع موسوعة شعرية شاملة عن ( الملك عبدالعزيز في الشعر العربي ) وكان لي شرف الإشراف العلمي على هذه الموسوعة التي سيتم إنجازها قريباً. وقد بلغ عدد الشعراء السعوديين الذين تمّ جمع شعرهم – حتى الآن – (65) شاعراً، قالوا (299) قصيدة ،مجموع أبياتها (11630) بيتاً ،وبلغ عدد الشعراء غير السعوديين (102) شاعراً، قالوا (194) قصيدة مجموع أبياتها (7344)بيتاً، فيكون مجموع ما تمّ جمعه من الشعر الفصيح (18974) بيتاً ،عدا الملاحم الشعرية الطويلة كملحمة ( عيد الرياض ) لبولس سلامة، وملحمة (بطل الجزيرة) لفكتور ملحم البستاني، و ( الملحمة السعودية ) للدكتور محمد محمود خاطر ،وغيرها من الملاحم الشعرية. واضاف: كان عملي في الموسوعة محصوراً في الشعر الفصيح فالموسوعة ستشتمل على قسم مستقل للشعر العامي ويقوم على جمعه الأستاذ سعد الحافي المتخصص في ذلك الشعر، وقد بلغ مجموع ما جمعه (513) قصيدة، في (6704) أبيات لشعراء سعوديين عددهم (187) شاعراً ولشعراء غير سعوديين بلغ عددهم (39) شاعراً. وكان منطلق الشعراء العرب في إعجابهم بالملك عبدالعزيز وإصلاحاته هو ما تحلّى به من صفات حميدة ،وما قام به في سبيل استعادة الحكم وتوحيد البلاد واستقرار الأمن وتأمين الطرق ورعاية الحرمين الشريفين ومساعدة الشعوب العربية والإسلامية في قضايا الاستقلال والدفاع عن الحقوق المشروعة للعرب. وأشار إلى أن الشعراء العرب في مديحهم للملك عبدالعزيز انطلقوا من معطيات وصفات تحلى بها وتجلّت في أعماله وأفكاره من شجاعة وحلم وكرم وعفو وتسامح وهي الصفات الغالبة في شعر المديح. وركز الشعراء على مشروعه الحضاري الذي تمثل في توحيده أولاً أغلب أجزاء الجزيرة العربية ،بحيث كوّن مملكة مستقلة مترامية الأطراف. وبعد التوحيد اتجه إلى البناء فعمل أولاً على نشر الأمن وتأمين الطرق وردع المفسدين ثم انطلق في مشروعات الإصلاح من توطين للبادية إلى اهتمام بالتعليم وتوجه إلى تنظيم الأعمال الحكومية. كما أن إصلاحاته في الحرمين الشريفين وحرصه على أمن الحجاج والمعتمرين والزوار كان له النصيب الأكبر من اهتمامات الشعراء. ثم كان لتبني الملك عبدالعزيز – رحمه الله – لقضايا العالم العربي والإسلامي ومناصرته لأحرار العرب المطالبين بالاستقلال الأثر الأكبر في مشاعر هؤلاء الشعراء. لقد كان للملك عبدالعزيز – رحمه الله – مكانة خاصة في نفوس الشعراء لتلك الأسباب وغيرها لذلك مدحه وأثنى عليه شعراء لم يشتهروا بأنهم من شعراء المديح وطلب العطاء بل كان دافعهم الإعجاب ببطولته وإصلاحاته ومناصرته للقضايا العربية والإسلامية، وليس غريبا أن يحظى ملك عظيم كالملك عبدالعزيز بهذا الكم من الشعر وليس غريباً أن يسجل الوافدون على الديار المقدسة انطباعاتهم عمّا شاهدوه من حسن الوفادة وكريم الضيافة فالشاعر لا تفجِّر موهبته إلا المواقف النادرة من شجاعة وكرم ونجدة وخدمة للآخرين . وبين أن البحث هدف إلى التعرّف على ما قاله الشعراء الخليجيون – غير السعوديين – في الملك عبدالعزيز. من الإمارات العربية المتحدة الشاعر سالم بن علي العويس وفي ديوانه « نداء الخليج « ( 5) قصائد في الملك عبدالعزيز: ومن البحرين الشاعر : أحمد بن محمد الخليفة ، وله قصيدة في رثاء الملك عبدالعزيز عنوانها « يوم الفجيعة « ومن قطر الشاعر : عبدالرحمن المعاودة، له قصيدة بعنوان « فخر العروبة « . أمّا الكويت فلشعرائها مع الملك عبدالعزيز مواقف عظيمة ومتابعة لكفاحه في مختلف مراحله. وأكثر شعراء الكويت اهتماماً بالملك عبدالعزيز ومديحاً له الشاعر محمود شوقي الأيوبي والشاعر الثاني هو الملا زين العابدين الكويتي (1866–1950م)، وله ديوان شعر كامل في الملك عبدالعزيز بعنوان « ديوان كوكبة السعودية « ويغلب عليه ( النظم ) ولذلك سمّى قصائده منظومات وقد بلغ عددها (54) منظومة . ولعبدالعزيز الرشيد البداح « مؤرخ الكويت « قصيدة في الملك عبدالعزيز، مطلعها: أما الحجاز ففيه نجل أشاوس من آل يعرب زينة الأكوان وللشاعر الكويتي النجدي فهد العسكر قصيدة في الملك عبدالعزيز نظمها وهو طالب ،وأرسلها إليه في الرياض، فكان لها صدى طيب لدى الملك، فدعاه للعودة إلى وطنه وأسرته في ( الرياض ) ،فعاد لفترة قصيرة ثم رجع إلى الكويت . وبعد ذلك العرض و قف بشيء من التفصيل مع ما أبدع الشاعر الكويتي محمود شوقي الأيوبي في الملك عبدالعزيز، وهي القصائد التي جمعت في ديوان « الملاحم العربية» الذي قامت (الدارة ) بنشره . ويقع ديوان الملاحم العربية كما قال الباحث في (567) صفحة، في كل صفحة ما بين خمسة أبيات وسبعة أبيات، ويضم قرابة ثلاث آلاف بيت، أما عدد القصائد فهو (27) قصيدة. بعد ذلك تحدث عن الأيوبي الذي خصص شعرا ضخما لمدح الملك عبدالعزيز آل سعود وولديه سعود وفيصل وبعض رجال دولته الذين وقفوا خلفه في توحيد الدولة السعودية . ثم عرج على أبرز الملامح الموضوعية والفنية من حيث الصدق وبناء القصيدة والمدح بالمعاني التقليدية . شعراء الأحساء : من أين تأتي القصيدة ياترى؟ البحث الثاني كان للدكتور : حاتم بن التهامي الفطناسي (تونس) عنوان البحث ( شعراء الأحساء : من أين تأتي القصيدة ياترى؟) بدأه قائلا:انطلاقا من أن الإطار العام يتمثل في الاهتمام بدراسة الأدب الخليجي ومقاربته في شتى أجناسه وتعبيراته وأشكاله لإدراك خصوصياته الجامعة المانعة والإمساك بما يمكن أن يكون بصمة مميزة لها مايجمعها بالأدب في شتى الأقطار العربية دون تماه أو إمحاء . التزاما بهذا المشغل العام ، نروم في هذا البحث النظر في نماذج من شعر الأحساء ، للتفرّس في هذه المدونة قصد تعيين آليات البناء ومراجع أداء المعنى ، ولصياغة ( أسئلة الشعر) بماهو أفق جمالي ومعرفي ، حمال لرؤية وجودية للفن وللعالم . فكيف يمكن الحديث عن خصوصية لهذه المدونة في إطارالمشهد الشعري السعودي عامة ، وهل بالإمكان الاهتداء إلى اقتناص عناصر ( المؤتلف والمختلف ) في علاقة لبناتها الداخلية بعضها ببعض ، وفي علاقتها بغيرها ؟ وعلى ماذا تقوم جماليتها الحاكمة ؟ ماهو موقعها في أفق الحداثة الشعرية العربية ومداراتها ؟ هل تستجيب لمقولاتها أم تضع حداثتها بعيدا عن كل تنميط ماسخ ؟ بعض أسئلة نجربها على هذا المتن ، ربما تفيض منه وعنه إلى مختارات من متن الشعر السعودي ، في مرحلة أولى ، وإلى نماذج من الشعر الخليجي ، في مرحلة ثانية ، وإلى دواوين من الشعر العربي المعاصر في مراحل لاحقة ، أملا في مقاربة جديدة للشعرية العربية بعيدا عن كل تبسيط أو تعميم . وطرح الباحث الكثير من العموميات التي يمكن تنطبق على أي شعر... المفردة البحرية في النصوص الشعرية الخليجية الحديثة المتحدث الثالث كان الناقد محمد العباس الذي تناول(المفردة البحرية في النصوص الشعرية الخليجية الحديثة) مشيرا الي ان المفردة البحرية ليست مجرد مفتاح لغوي لتوصيف الأشياء والحالات، بل هي ركيزة النظام الثقافي والإجتماعي، والتخلي عنها بهذا الشكل إنما يعني الرغبة الأكيدة في التخفّف من تبعات الماضي. وهو مسلك لا يشير إلى نوبة اغتراب حياتي وحسب، بل يدلّل، من الوجهة الوجودية، على إنفصال الكائن عن تاريخه، وانعدام ثقافته المكانية. كما يؤكد حالة لا تقبل الشك، مفادها موت النظام الثقافي بكامله، نتيجة انهيار كليانية المنظومة الاجتماعية، فالنصوص التي يحشّد فيها الجيل الجديد من الكتّاب مفردات فائقة النعومة كالفراشات، وقوس قزح، والنيلوفر، وغيرها ، إشارات صريحة لحاجات ذاتية معاصرة بالتأكيد، ولموضوعات ليست مستعارة بالكامل، و بين أنه إذا كانت بعض النصوص تتضمن مفردات تحيل إلى ملامح باهتة من الماضي، فإنها لا تتغيا استعادة قاموس الحياة البحرية، وأصالة معانيه، من حيث ارتباطها باليومي والمعاشي، بقدر ما تتمسّح بالقدسية المتخيّلة للأسلاف. وهي في أغلب الأحيان مجرد حالة من الحنين الساذج إلى ذلك المنقضي، بالنظر إلى أن المفردة المستدعاة لا تتكئ على رصيد من المعرفة الحسّية، لدرجة أن تلك الارتدادات الإنفعالية تجعل من النصوص الشعرية في أغلب الحالات، محلاً لما يُعرف ب (البيتية الثقافية) التي يتم استنفاذ أقصى تجلياتها الثقافية، في مثل هذه اللحظات التي يبدو فيها الكائن مهزوماً ومستلباً من قبل (الآخر) . أما المظهر الأدبي للبيتية الثقافية فيتم استحضاره في صورة سيل هائل من الفقاعات المفرداتية المستجلبة من متحف الذاكرة الجمعي، التي تشكل خزان الخبرة الوجدانية المشتركة، حيث تبدو خالية من المعنى، نتيجة الانتحال والتلفيق والتزييف، إذ يعاد توطينها في النص بدون دراية حتى بمعناها الاستعمالي، الأمر الذي يفسر انسلاخها من حرقة التجربة الذاتية، وخفوت حساسيتها الجمالية، وقال :إنه إذا ما تسلّلت بعض مفردات الحياة البحرية إلى النص فإنها لا تُستدعى من منطلق صراع الإنسان مع الطبيعة، أو تجسيد معاناته، وتأصيل ملحمة وجوده الإنساني وتعاقب الأجيال، بقدر ما تطفو المفردات كجثث على سطح النص، بدون أن تتجذّر فيه، وهو أمر يمكن تفهّمه كنتيجة لانكتاب النص من قبل ذات تعاني من نزعة ثقافوية فائضة، فهي مهجوسة بكتابة ما يتراءى للنظر من لحظتها، الأمر الذي يفسر الكيفية التي تستعير بها تلك الذات لغة ووعي وإحساس (الآخر) ولا تقدر على التعالق مع تاريخها ومكانها، بما يساهم في تقويض ما تبقى من النظام الثقافي، ويسرّع حالة الإنقضاض على الماضي. بعد انتهاء العباس من بحثه كانت هناك العديد من المداخلات التي تناولت البحوث المشاركه. شهادة أدبيه للحميد هذا وقد شهدت الجلسة الثالثة من جلسات اليوم الأول لملتقى جواثا الثقافي ( شهادة أدبية ) للأستاذ الأديب محمد بن عبدالله بن حميِّد ( السعودية ). قدّم لها أحمد الخليفة وبدأها الحميد مشيرا الى أنه مواليد عام 1354ه 1936م عمل منذ وقت مبكِّر في الدولة ، فكان حقل التعليم من أوائل المؤسسات الحكومية التي عمل فيها حتى شغل منصب مدير التعليم في منطقة عسير ، ثم تحول إلى الخدمات الصحية في عسير وعمل هناك حتى عين في أمارة عسير ليعمل رئيسا لشؤون البادية ثم مستشارا لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل عندما كان أميرا لمنطقة عسير . رأس إدارة نادي أبها الأدبي منذ أُسس ولمدة ثمانٍ وعشرين سنة ، عيِّن عضوا في مجلس الشورى في دورته الأولى ، وعضوا في مجلس منطقة عسير ،وهو عضو في عدد من المؤسسات الصحفية والإجتماعية في المملكة العربية السعودية له مشاركات في الصحف والمنابر الإعلامية الأخرى لأكثر من نصف قرن ، والآن كاتب زاوية أسبوعية في صحيفة الوطن السعودية صدرت له مجموعة من المؤلفات التاريخية والأدبية ، وقد شارك في عدد كبير من المؤتمرات والندوات داخل المملكة وخارجها ، ورأس عددا من الجلسات الأدبية في كثير من المؤتمرات التي حضرها .