فاصلة : ((" إذا غضب أحدكم فليصمت ")) حديث شريف - لماذا نغضب ؟ لأسباب عدة بعضها فسيولوجي كالجوع والتعب وغيرها من أسباب متعلقة بالجسد وبعضها الآخر سيكولوجي مثل إصابة الإنسان ببعض الاضطرابات النفسية. وهناك أسباب للغضب تمر بالإنسان في حياته كل يوم مثل التفسير السلبي للمواقف،وجود قناعات مسبقة عن بعض الأشخاص أو الأحداث أو القضايا. هذا النوع الأخير من الغضب يمكن للإنسان أن يتفاداه لو تعلم أن يتأمل سبب غضبه وتحديداً السبب الذي جعله يغضب، فالغالب أن تفسيرنا للمواقف يتسبب في غضبنا أكثر من المواقف نفسها. على سبيل المثال الصديق الذي لم يدعُنا لحفل العشاء فغضبنا منه يكون السبب ليس دعوة العشاء التي لم تتم لكن تفسيرنا للموقف بأن هذا الصديق تعمد تجاهلنا هو الذي اغضبنا ،بينما لو غيرنا التفسير وتوقعنا أن الصديق لم يدعُنا لأن في المدعوين أشخاصاً لا يروقون لنا وهو لم يدعُنا احتراماً لنا مثلاً فإننا لن نغضب. حالة الانفعال العاطفي يمكن أن تمر بسلام ويمكن أن نخرج من قدرة السيطرة فيتحول الموقف إلى مشكلة هدامة تؤدي إلى شرخ كبير في العلاقات الاجتماعية والأسرية. لذلك من المهم أن نفهم سيكولوجية الغضب وان نعلم أطفالنا كيف يتعاملون معه فالحياة لن تمر دون ما يستدعى الغضب،ولكن يختلف الأمر اذا تعلمنا فنيات علاج حالات الغضب كما في الاسترخاء حيث نتدرب على إيقاف كامل أومؤقت لتوتر عضلات الجسم والتنفس بعمق من خلال الحجاب الحاجز، والتحدث إلى النفس ببعض الكلمات التي تبعث على الهدوء مثل: "استرخ"مع تكرارها أو استحضار بعض المواقف المحببة من الذاكرة . وهناك التنفس السليم واسترخاء العضلات واستنشاق عطور معينة والقيام بأنشطة رياضية تنفس عن الغضب ،أو أنشطة إبداعية لرفع الروح المعنوية، وهناك تعلم مهارة التكيف مع المواقف الصعبة التي تشعل الغضب أو تغيير الأفكار اللاعقلانية إلى أفكار ايجابية وواقعية بشأن العالم وعلى التمييز بين الأفكار المنطقية والأفكار اللا منطقية . هل جربتم ذات مرة أن تسألوا طفلاً لماذا تغضب وأن تناقشوا تفسيره للموقف حتى يتعلم أن يفسر المواقف بعقله وليس بعاطفته ؟ أطفالنا بحاجة إلى أن يتعلموا معنى الغضب فالحياة أمامهم طريق شاق لسنا دوماً بجوارهم حينما يسيرون فيه.