قالت روتانا للصوتيات في بيان سابق لها نشرته (الرياض) بتاريخ 1 يوليو 2009م إنه ليس من عادتها الكشف عن حجم مبيعات ألبومات فنانيها وذلك حتى لا تتوتر العلاقة بينها وبينهم إضافة إلى أن من شأن ذلك أن يؤثر في مساعيها لمواجهة القرصنة وغياب حقوق الملكية الفكرية". ومع ذلك.. فقد صرّح مصدر مسئول من روتانا في بيان نشرته وسائل الإعلام العربية الأسبوع الماضي بما يناقض البيان السابق يؤكد فيه على الإبقاء على الفنانة اللبنانية إليسا ضمن قائمة فناني روتانا إضافة إلى كشفه لتفاصيل حجم توزيع ألبومها الجديد "تصدق بمين". فهل يعني هذا التصريح أن روتانا ستنتهج سياسة جديدة تكشف من خلالها عن حجم مبيعاتها؟. أم أن الأمر محصور فقط بألبوم إليسا "لغرض في نفس يعقوب" ثم تعود الأمور إلى مرحلة التعتيم السابق؟. وإذا كان هذا نهجاً جديداً للشركة فالسؤال المطروح هو: لماذا كانت البداية مع إليسا بالذات؟. يقول المصدر في تصريحه إن ألبومها "وزّع 750 ألف نسخة كاسيت وسي دي من بينها طبعتان في مصر وطبعتان في لبنان وأربع طبعات في الخليج" أي أن الخليج استأثر بضعف الاستهلاك وهذا على الرغم من الشكاوى المتكررة التي أطلقتها إدارة الصوتيات ضد "قرصنة" الإنترنت التي أدت إلى تراجع المبيعات في الخليج بالذات. وبعيداً عن أي تأويل تبقى قضية الكشف عن الأرقام مطلوبة وهي تعبر عن شفافية يحتاجها سوق الأغنية ليعرف من خلالها توجه الجمهور ومستوى الذوق العام.. وعليه فالجمهور الخليجي -ونحن جزء رئيسي منه- يحتاج إلى معرفة نسب التوزيع للفنانين الخليجيين لأن هذا الجمهور لا يتابع في الأغلب إلا هؤلاء النجوم وتركيزه منحصر عليهم دوناً عن بقية النجوم العرب. ونتمنى أن لا يكون الأمر حكراً على إليسا لوحدها وهي التي ارتبطت مع إدارة روتانا للصوتيات بسجل حافل من المجاملات، فالجوائز العالمية التي حصدتها إليسا لم يكن إلا بسبب دعم إدارة الشركة المبالغ فيه والذي تجاوز دعم كل فناني وفنانات العرب حتى بات الجميع يؤمن بأن الشركة قد تتنازل عن فنان العرب محمد عبده أو رابح صقر أو عبدالمجيد عبدالله لكنها لن تتنازل بأي حال من الأحوال عن إليسا وعبدالله الرويشد، ويبقى السر مطويّاً في قلب المصدر المسئول الذي أعطى الأمر بنشر البيان الأخير. وثمة أمر آخر يتعلق بمصداقية البيان الأخير وبأرقام التوزيع التي احتواها؟. فكيف سيتأكد الإعلام والجمهور منها إذا لم تكن مرفقة في جداول معتمدة؟. ومادام الأمر هيناً إلى هذا الحد ولا يحتاج سوى إلى بيان بسيط فلماذا لم يتم التصريح عن توزيع ألبوم فنان العرب محمد عبده أو حسين الجسمي أو كاظم الساهر أو حتى خالد عبدالرحمن الذي رفضت الشركة سابقاً الإدلاء بأي تفاصيل عن نسب توزيع ألبومه الأخير رغم أن الأرقام لا تسر لا عدو ولا حبيب!؟. البعض يربط تصرف الشركة الجديد مع ألبوم إليسا بأنه بسبب ارتباطها بشراكة مع مجموعة "نيوزكروب" وأنا أتمنى ذلك لكني أشك فيه. وأعتقد أن هذا البيان أوقد النار من جديد على إدارة الصوتيات في روتانا وفتح ملف مجاملاتها المتكررة على حساب عدد من الفنانين الآخرين من بينهم نجوم سعوديون كبار.