ان من اهم الأدوار الاستراتيجية لإدارة التسويق لدى الأندية الكبرى التي تمتلك مجموعة من الكوادر المؤهلة تسويقياً لعب دور مؤثر جدا في تحديد الخطط بعيدة المدى وقصيرة المدى الخاصة بالنادي بل ان الأندية العالمية تقوم بمشاركة التسويق لديها بقرار المشاركة في أي مباراة ودية أو معسكر مغلق أو ما شابه ذلك ويحق لإدارة التسويق الرفض او الموافقة كونهم يرون ان ذلك من اختصاصاتهم الاساسية . فمثلا فإن ريال مدريد ( خلال رحلته الى امريكا ) او مانشستر يونايتد ( كما يفعل هذه الايام في الدوحة ) عندما قاموا برحلتهم السنوية فإن مهندسي ومخططي هذه الرحلة هدفوا الى التسويق بغرض الترويج والاستفادة من هذه الرحلة وتعظيم نتائجها لتصب في مصلحة النادي فمثلا تبدأ بالترويج لرحلة الفريق الى آسيا أو امريكا قبل توجهها الى هناك بثلاثة اشهر حيث يتم عرض قمصان الفريق في هذه الدول وعرض المنتجات الخاصة بالنادي في جميع البلدان التي سيتوجه لها النادي قبل وصول الفريق بأسبوعين على أقل تقدير وتقوم إدارة التسويق بتحديد المؤتمرات الصحفية التي سيحضرها الفريق والمناطق التي سيذهب اليها وتبدأ في التعاقد مع القنوات التلفزيونية والمجلات التي سوف تنقل تحركات الفريق أو تدريباته أو مبارياته وبيع منتجات مقابل مبلغ مادي يعود في النهاية الى خزينة النادي وكل هذا لم يكن ليحدث لولا ان ادارة التسويق من البداية التي تقوم بادارة هذه الرحلة بشكل رائع حتى أصبح وجود أي من الناديين في أي مكان يعد حدثا يسعى اليه المهتمون بالرياضة . وخلال إحدى رحلات ريال مدريد التسويقية السابقة الى شرق آسيا ، والتي ليس لها علاقة بأي شيء أخر سوى أنها رحلة ترفيهية استعدادية للنادي وايضاً تعظيم الاستفادة من جماهير تعشق هذا النادي الكبير المتواجدة خارج حدود وطن النادي ، وخلال احد المؤتمرات الصحفية لاحد مسؤولي النادي افاد انه عندما قامت ادارة النادي بشراء عقد بيكهام مقابل 45 مليون دولار عوضت قيمة الصفقة كاملة أثناء رحلة الفريق في آسيا استعدادا للموسم الجديد من خلال بيع قمصان بيكهام مع المنتجات الاخرى للنادي بما يوازي نفس قيمة انتقاله لريال مدريد في أقل من أسبوعين !! . لذا فإن قرار أي نادٍ بالمشاركة في دورة أو مباراة ودية أو إقامة معسكر مغلق في إحدى الدول او بيع تدريبات الفريق ( كما فعل مانشستر يونايتد هذه الايام في الدوحة ايضاً ) أو استضافة فريق آخر من دولة أخرى كل هذا الامور تمر من خلال ادارة التسويق في النادي لأنها هي من تقرر وترسم استراتيجية النادي الاقتصادية والمالية والتسويقية من عدمه. فهل نحن نملك ادارات تسويق تخطط لنا وتفكر بطريقة احترافية؟ اترك الاجابة لك عزيزي القارئ . ولست بصدد ان اقارن انديتنا بالاندية العالمية لذا اتمنى ان تبدأ انديتنا من الآن بجولات في داخل مناطق المملكة ودول الخليج التي يتمنى شبابها ان يرى النصر أو الهلال أو الاتحاد في هذه الزيارات والتي من خلالها تبني اول خطوات التسويق وهو بناء الولاء . لذا فانني اتمنى ان نرى انديتنا تبدأ بتأسيس وايجاد ادارت تسويق فيها تكون مستعدة لاستقبال والتعامل مع خصخصة الاندية في المملكة العربية السعودية القادمة .