ها نحن ندخل مرحلة الانتقالات الشتوية لهذا الموسم وعندها تبدأ الطرق البدائية لعملية الانتقالات التي لا يوجد فيها تخطيط احترافي او نواح تسويقية بقدر ما تكون الأهواء الشخصية هي الطاغية بهذا الخصوص!!. ودعوني أسرد لكم كيف قرر مانشيستر يونايتد عام 2003 ضم اللاعب البرتغالي كرستيانو رونالدو بعد ان لعب مع فريق سبورتينغ لشبونة والتي انتهت آنذاك بهزيمة مانشستر 3-1 وبابداع منقطع النظير من كرستيانو رونالدو، وعندها علم السير أليكس فيرجسون أنه وجد جوهرة يمكن أن يربح من وراءها مانشيستر الكثير ومن خلالها قام الفريق بالتوقيع على عقد انتقال رونالدو لمانشستر بمبلغ وصل إلى 12.24 مليون جنيه إسترليني وحرص فيرجسون بأسلوبه المعروف على أن يجعل رونالدو يعلم تماما أن مانشيستر هو طريقه الى تحقيق أهم أهداف حياته، وخلال ذلك بدأ رونالدو يتالق وكان لمانشيستر ما أراد وحصل رونالدو على لقب أفضل لاعب في العالم. وبدأت العروض تنهال وخلال ذلك بدأ مانشستر بالترويج لفكرة أن رونالدو متمسك بالفريق الانجليزي ولن يتنازل عنه، وخلال تلك الفترة كان رونالدو يفتتح محل ملابس خاص به في مدينة مدريد مؤكدا أن هناك شئ يجري في الخفاء !! وهو ما كان ينتظره مانشيستر يونايتد لكي يحدد الوقت لبيع رونالدو. ومنذ عامين تقريبا والكل يعرف أن ريال مدريد يرصد الملايين من أجل شراء رونالدو ومانشيستر ينفي وكان نفي مانشيستر مقصوداً وكان رفضهم أيضا مفهوماً فهم ينتظرون الوقت المناسب لفتح باب التفاوض فأنت عندما تتفاوض لانتقال أفضل لاعب في العالم اليك لن تنتهج نفس أسلوب التفاوض عندما تريد أن ينتقل اليك أي لاعب آخر. وما كان يجري في الخفاء هو اتفاق ودي بين مانشيستر ورونالدو ينص على أنه سيذهب الى ريال مدريد ولكن بعد أن يحقق مانشيستر كل ما يريده من هذه الصفقة وهو ما كان بالفعل دون أي مشكلة او تصاريح جارحة بين جميع الاطراف. مانشيستر بعقليته التسويقية وضع نصب عينيه أن يبيع رونالدو الى ريال مدريد وبمقابل مالي غير مسبوق حتى يحقق هدفه التسويقي من تسويق اللاعب وهو ما حدث مقابل (94مليون يورو، 132 مليون دولار). وكان شراء ريال مدريد لهذا اللاعب بهذا المبلغ لأسباب بعضها فنية والأخرى تسويقية بحتة، ويكفي أن ريال مدريد هو السبًاق الى أكبر الصفقات التسويقية في تاريخ الكرة الحديثة – وهي صفقة انتقال بيكهام واخيراً كرستيانو رونالدو وغيرهم من عمالقة كرة القدم . ان مسألة تسويق اللاعب رونالدو كانت نموذج رائع لكيفية تسويق لاعب يمتلكه نادي الى نادي أخر فاللاعب هنا هو – منجم الذهب – والناديين هما من يسعيان الى هذا الذهب وفي النهاية يتحقق تبادل المصالح مع الجميع بطرق احترافية من غير تجريح او انتماء، وهذا ما يحدث عندهم. أما ما يحدث عندنا باختصار فانتقال لاعب من نادي الى ناد آخر هو أمر اشبه بحرب تدخل فيها الميول ولا يدرس فيها الجانب التسويقي والمنطق ولا يمكن أن تعرف له تفاصيل أو تجد منه مكسب بأي شكل من الأشكال فكل الأمور تسير وفق " فلك اللانظام " وليس أكثر من ذلك أو أقل.