لكي نعرف معنى هذا العنوان نلقي الضوء على أسلوب بسيط من أساليب التسويق التي تتبعها بعض الأندية الكبرى في أوروبا لنرى هل نحن بالفعل محرومون من التسويق الرياضي أم لا؟ وسنتكلم هنا عن تسويق اللاعبين وكيف يستفاد منهم في عملية الربح الخاصة بالنادي من خلال تسويق حدث مثل التعاقد مع لاعب أو تقديم لاعب تعاقد معه النادي للجماهير. واسمحوا لي بان ابدأ بحدث كان نقلة في اسلوب التسويق الرياضي وصاحبي هذه النقلة هما النادي الملكي ريال مدريد واللاعب العالمي الانجليزي بيكهام حين وقع لريال مدريد وقبل أن يلعب بيكهام أي مباراة رسمية مع الفريق الملكي اتجه مع الفريق الملكي الى رحلة الفريق الأعدادية للموسم الجديد في دول شرق أسيا . وعندها ذكر مدير التسويق في النادي الملكي الكبير ان أول ظهور لبيكهام مع فريقه الجديد في الجولة الإعدادية بيع قميصه بعشرات الملايين من الدولارات. هذه الصفقة التي قيل وقتها أنها صفقة تسويقية أكثر منها رياضية كانت هي نقطة التحول في مجال التسويق الرياضي وأكسابها مكانة أخرى لدى العاملين في مجال الكرة في أوروبا وهو ما برهنت عليه الأيام حيث أصبح تعاقد لاعب مع نادي كبير في حجم ريال مدريد – صفقة تسويقية لها ألف حساب – و ما شهدته الأيام الماضية ايضاً عندما تعاقد النادي الملكي الأسباني مع كلا من كاكا ورونالدو. ودعونا نذهب معا ً سريعا الى إستاد ريال مدريد – البرنابيو – الجماهير تملأ المدرجات بشكل غير مسبوق 80 ألف متفرج يملأون المدرجات !! هل هي مباراة في الدوري الأسباني ؟ هل هو الكلاسيكو الكبير امام برشلونة ؟ هل هناك مباراة للمنتخب الأسباني ؟ الأجابة على كل الأسئلة السابقة هي – لا – أنه حفل تقديم كرستيان رونالدو لجماهير الملكي الأسباني!! قامت إدارة ريال مدريد ممثلة بادارة التسويق وعدد موظفيها ما يقارب 40 موظف بالتنويه عن استقبال النجم الجديد للريال وقامت بتحديد سعر التذكرة الخاصة بهذه المناسبة بحوالي 20 يورو وأمتلأ الملعب تماما ب80 ألف متفرج أي ان النادي الملكي حقق في 20 دقيقة تقريبا مبلغ 1.600.000 يورو (مليون وستمائة ألف يورو في 20 دقيقة)؟؟ وهذا المبلغ غير محسوب فيه رعاية الحفل نفسه التي يتبناها غالبا الرعاة الرسميين للنادي الى جانب حقوق النقل التلفزيوني لمثل هذا الحدث والتي تمثل مصدر هام جدا من مصادر دخل الأندية العالمية مثل ريال مدريد. معلومة أخيرة بخصوص صفقة كرستيان رونالدو.. بعد حفل تقديم رونالدو للجماهير بربع ساعة فقط.. بيع قميص رونالدو مع ريال مدريد في مدريد وحدها بما يعادل 10 مليون يورو!! خلال ربع ساعة فقط!! ما ذكر جانب صغير جداً من جوانب التسويق الراياضي واجزم ان ريال مدريد دخل في خزينته اكثر من هذه المبالغ ك بيع الاكسسوارات وغيرها. كم لاعب لدينا في الكرة السعودية تعاقدنا معه ولم نستفد منه ولم يستفد منه ناديه ؟ كم لاعب تعاقد مع أندية عربية ولم يستطيع ناديه ان يحقق ولو أي مكسب مادي من وراء التعاقد مع هذا اللاعب ؟ هذا يعطي لنا مدلول أخر يساعدنا على معرفة اجابة السؤال الذي بدأناه هو اننا لازلنا نخطو أول خطواتنا في هذا المجال ولدينا العديد من التحديات من أجل أن نعرف ماذا يعني التسويق الرياضي وما قيمته الحقيقية لذا سؤالي هو هل محرومون من التسويق الرياضي.. وأترك لكم الإجابة. القضية بالنسبة لهم قضية تسويقية بحتة.. والتسويق يعني – اشباع رغبة الجماهير التي تريد أن ترى نجوم ترتدي قميص ناديها.. وعلى ناديها ان يدرس جيدا كيف يستيطع ان يكسب من وراء هؤلاء النجوم.