أعتقد أن الهروب الدراماتيكي لشبكة راديو وتلفزيون العرب ART ببيعها البطولات الرياضية التي تملك حقوق بثها لقناة الجزيرة الرياضية هو مكسب لنا كسعوديين من الناحية المعنوية وراحة بال، لأننا بصراحة كمواطنين لسنا في حاجة لتكريس البعض لعدائهم المباشر لنا بسبب قيام مستثمر سعودي بالتجارة الخاصة بهذا المجال، خصوصاً أن ال ART لم توفق وبكل صراحة في مواجهة الثورة الإعلامية الغاضبة لكثير من الأقلام على مستوى الوطن العربي والتي تصل حدة أقلامهم في بعض الأحيان للتشكيك بأمور لا مجال للحديث أو المناقشة حولها وتصل لمغالطات غير مقبولة، وهذا ما نلاحظه حالياً وبوضوح ضد قناة الجزيرة والتي دخلت من وجهة نظري في نفق مظلم وعداء تعدى القناة إلى الدولة التي تضمها!. "نحن القناة الأرخص" على مستوى القنوات العربية المشفرة، ونحن نحزن على الحال الذي وصلنا إليه، ونحزن على ثقافة التشفير في العالم العربي بالمقارنة بأمريكا وأوروبا، كلمات بنبرة حزينة كان يرددها مذيع برنامج "بكل روح رياضية" على قناة الجزيرة، وهنا من خلال مثل هذه البرامج الاحترافية والشفافية والوضوح أمام المشاهدين حتى لو كان بعض المشاركين بالبرنامج ضد قناة الجزيرة الرياضية؛ لقد تفوقت الجزيرة على شبكة ART في أسلوب مواجهتها لهذه الحملة، والمصيبة الأكبر أن الإساءة لم تكن تخص هذه القنوات بل لنا كمواطنين وكدولة، لأن العامل التجاري طغى على العلاقة ما بين المشاهد والقنوات، فتستغرب من المتصل القطري الذي تساءل بخبث: لماذا لم يُهاجم مالك الشبكة السعودية ART رغم أنه جعل المصريين وبحزن يشاهدون المباريات بالقهاوي!. أكرر إن أكبر إنجاز لنا وراحة بال هو ما حدث لل ART لأن غياب الإستراتيجية الإعلامية سيجعلنا نكسب عداوات نحن في غنى عنها، حتى أن الحرب الإعلامية الرياضية ما بين الجزائر ومصر ستتحول ضدنا كسعوديين وسيتم اتهامنا بالجشع والاستغلال، وهذا الأمر اعتدنا عليه للأسف مع البطولات العالمية والقارية وخصوصا من الإعلام المصري وإعلام دول المغرب العربي، فمن وجهة نظري لو كان لمسئولي قناة الجزيرة الرياضية وقت أكبر لقدموا الحلول الاحترافية والاستثمارية بشكل أفضل من الوقت الحالي، رغم أنهم نجحوا في حفظ حقوقهم واستثمارهم بهذا المجال في كيفية اتفاقهم مع مصر والجزائر وتونس!. أعود للأمر الأهم والمحزن بشكل أكبر، وهو اعتقاد الكثيرين اننا في الخليج لا تهمنا قيمة المبالغ المالية التي ندفعها كمشاهدين بسبب التشفير عندما كرر مذيع قناة الجزيرة سؤالاً مضمونه انكم دفعتم كخليجيين وبدون تردد لمشاهدة بطولة كأس الخليج الأخيرة والتي بلغت تكاليف بثها أكثر من 24 مليون دولار، هل لأنكم تملكون المال ولا يهمكم الدفع كشعوب غنية!. سؤال استفزازي ومقزز وجوابه لا يحتاج لتعليق. "بلا تشفير، بلا وجع رأس" نرددها مرغمين نحن ومالك قنوات راديو تلفزيون العرب لأن الشعوب العربية اعتادت على الأخذ والأخذ فقط، وأما نحن بالخليج فسنتحمل الدفع وسنرحب بالتشفير ليس لأن لدينا ثقافة بهذا المجال ولكن لأننا مكرهون على هذا الأمر!.