حتى وقت قريب كان بعض أنصار نادي الاتفاق يرون في الحارس محمد خوجه القادم من الشباب صفقة خاسرة، خصوصاً بعد المستويات المتواضعة التي ظهر بها منذ أن مثل الفريق أول مرة خلال استعدادات الفريق لانطلاق الموسم خلال مشاركته في بطولة أبها وبطولة الجزيرة الوديتين، وحتى تمثيله للفريق رسمياً في الدوري، إذ تسبب سوء أدائه في ولوج أهداف سهلة ما كانت لتلج مرمى حارس مبتدئ، فضلا عن ولوجها في مرمى حارس سبق له حماية شباك المنتخب السعودي. وتسبب تواضع أداء خوجة في مواجهته غير مرة لصيحات استهجان جماهيرية ومطالبات ملحة بإبعاده عن مرمى الفريق، إلى حد بلغ ببعض الجماهير للاحتكاك به، وهو ما أجبر مسيري الدفة الفنية في الاتفاق على ركنه على مقاعد الاحتياط، لتمنح الفرصة بعد ذلك لأكثر من حارس بديل كفارس السبيعي وبندر البطي وعدنان السلمان ومصطفى المعيلو، غير ان واحداً منهم لم يكن أوفر حظا من خوجة، إذ ظلت شباك الاتفاق منالاً سهلاً لخصومه. هذا الواقع المرير للحراسة الاتفاقية ألزم إدارة النادي على اتخاذ قراراها بإبعاد مدرب الحراس الجزائري حسان ساسان، والاستعانة بابن جلدته مدرب حراس الفئات السنية العربي الأخضر الذي يعد أحد أبرز المدربين الذين أشرفوا على حراس النادي في العقد الأخير قبل ان تتم عملية إقصائه من الفريق الأول. ولعبت عودة الأخضر في انتشال حراس الاتفاق من وضعهم المتردي وفي مقدمتهم خوجة الذي وجد ضالته في المدرب الجديد القديم، وهو ما أحدث انقلاباً في مستواه ذكرَّ المتابعين بتألقه اللافت مع الشباب والمنتخب السعودي في موسم 2006-2007والذي وصل من خلاله ليكون الخيار الأول لمدرب المنتخب السعودي الأسبق ماركوس باكيتا في (خليجي 18) الذي استضافته العاصمة ابوظبي. ويكفي دليلاً على تألق خوجة انه بات أكثر حارس في دوري "زين" يحافظ على شباكه نظيفة وذلك بحسب موقع إحصائيات الدوري السعودي، بواقع 373 دقيقة إذ لم يلج مرماه أي هدف منذ الدقيقة 77 من مباراة فريقه مع النصر وحتى آخر مباراة خاضها الفريق أمام الحزم التي انتهت لمصلحة فريقه بهدفين نظيفين.