للشعر في محاكاة أحوال الناس وترجمة أحاسيسهم دور يلاحظه كل حاذق فتجده يترجم أحاسيس بعضهم ويصور حالاتهم ويقاس عليه مشاكلهم حينما تحكي القصيدة عن حدث يقارنه الآخرون بحدث جديد وتعطي انطباعاً عنه، حينها يبدر لذهن السامع أن القصيدة قيلت للحدث الجديد وأخذ الشعر يلمس مشاعر الناس ويجذب تعاطفهم مع الآخرين ويحمسهم في بعض المواقف وبرهن الشعر في أكثر من موضع قوة على تغير السلوك والنهج وإعادة التفكير في كثير من الأمور من خلال النصح والإرشاد والتوعية الطيبة وتمكن الشعراء بشعرهم من تسخير قدراتهم الفطرية إلى نهج سبل عديدة تواكب تطور العصر واختلاف مسالك الناس وبلوروا بأفكاره للناس طرق تعاملهم مع بعضهم وطريقة حياتهم ووصف حياتهم التي تحتوي على سعادة أو تعاسة وملامسة ظروفهم في قصائد تحاكي وضعهم ويختلف الشعر من تصوير الواقع إلى وصف الخيال، فهناك من الشعراء من يحاكي وضع عايشه، وهناك من يصور الحال من خياله من خلال معايشته للحياة وتجربته وقد تأخذ قصيدته في الحفظ والقوة ما يميزها عن غيرها من القصائد التي شعراؤها عايشوا الواقع ووصفوا الحدث ولا يعني هذا أن شعرهم رديء أو ضعيف ولكن قبول كل قصيدة واصغاء السامع لها وسرعة حفظها هو ما يميزها ولو تطرقنا إلى نماذج شعرية جميلة لوجدنا الكثير من الشعر الذي أخذ مكانة جديدة ولعل من الصور الجميلة الشعرية تلك الصورة التي تحاكي الواقع كوصف الشاعر/ خلف بن زويد بن رخيص الشمري عندما شاهد خطأ حصل من ضيف عندهم على جارهم فقام بوصف ذلك بقصيدة منها هذه الأبيات: ليا صار لك ضيف ومخطي على الجار عز الله انك سالما من سواده اصبر ولا بالصبر لك كسر تعبار لما لك الدنيا تبين مقاده واعرف ترى الدنيا القحتها بشبشار ولا يندري بآيات وقت ولاده تلقح رجال من رجال بالأشوار واللي بحد السيف تقضي مراده بولادها بالشر مدورة الاشرار لقاح كبسونا صفقها زناده ومن صور في وصف الخيال ما قال الشاعر فريح أبو رخيصة العنزي في الطيب والعوايد التي يجب أن يتحلى بها الرجال في قوله وصف المرجلة: لو كل رجال بغى الطيب طابي ياعنك ما يبقى ردي من الناس الطيب مايقواه خطو الهلابي ياكود من عيا على قوة الباس الحر حر وماكره الهضابي ايضا ويلقى له من الصيد مرماس ومن الصور الجميلة أيضاً ما قاله الشاعر الشيخ شيبان بن قويد الدوسري: الهجن ما هيب لك يا البايع الشاري تهيا لغمرن ينوس الخف ويجي به يا زينها من خلا يذرا بها الذاري مع منجم خالي قفر عوى ذيبه كم وردت مشربن عقب العرب صاري عفوا جنابه ويباس مغاريبه كم ليلة بت انا باكوراهن ساري لامن ولد الاش ينظر حرمه اصحيبه * ويظل الشعر براقاً لامعاً في التصوير وملامسة ظروف المجتمع وما تحتويه الحياة من تقلبات، وقد أبدع الشعراء في تسخير وتصدير منهجه وإثراء الساحة بشعرهم في جميع الأغراض والتشبيهات.