غالية المجرشي ابنة السابعة عشرة ربيعا لا تسعها الأرض من شدة فرحتها ونائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات الأستاذة نورة الفايز تطبع قبلة على خدها وتعدها بأن تكون أول المهنئين لها بافتتاح عيادتها وتحقيق حلمها بأن تكون طبيبة أطفال الحلم الذي لازمها منذ الطفولة ومنعتها ظروف قاهرة عن إكمال دراستها في الصغر. غالية من مركز محو الأمية في الابتدائية 42 وقفت والثقة تملؤها على منصة القاعة الكبرى بإدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض أمام جمع غفير من الحاضرات لتحكي قصة كفاح ونجاح وحلم جميل مصممة على تحقيقه في عام 1443 ه بأن تصبح طبيبة مختصة بالأطفال. وقد حفل اللقاء الذي نظمته إدارة تعليم الكبيرات بمنطقة الرياض بمناسبة الاحتفاء باليوم العربي لمحو الأمية صباح أمس بالعديد من الفعاليات ، وأوضح الدكتور محمد العمران مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض المكلف بأن هذا اليوم العربي ما هو إلا لبث روح الحماس في المجتمعات والأمم لمواصلة مسيرة مكافحة داء الأمية، وأشاد بالجهد الذي توليه وزارة التربية والتعليم في ابتكار أساليب وطرق للوصول إلى الأميين في كل مكان. ونوهت الدكتورة البندري بنت عبدالله آل سعود المساعد للشؤون التعليمية في كلمة بهذه المناسبة بجهود المملكة في مكافحة الأمية حتى أصبحت نموذجا يحتذى به فحازت على خمس جوائز دولية في هذا المجال ، مما أسهم في تقليص نسبة الأمية من 60 % في عام 1980 إلى 13 % في عام 2009 م كما أشارت الأستاذة الجوهرة بنت محمد العريفي مديرة إدارة تعليم الكبيرات إلى الحملة الشاملة لمحو الأمية من خلال نظام محو الأمية وتعليم الكبار الذي نفذ بجانب قرار مجلس الوزراء بإلزامية التعليم إلى سن خمس عشرة سنة ولذلك نشرت وزارة التربية والتعليم مراكز محو الأمية في جميع أنحاء المملكة وإيجاد برامج متنوعة تتناسب واحتياجات الأمي وصرف مكافآت تحفيزية لهم للانخراط في التعليم ، ولتكتمل دائرة الكفاح والنجاح في تميز نماذج جديرة بالذكر. وكانت الوقفة التالية مع الأستاذة ريمة الخميس المشرفة التربوية بمكتب التربية والتعليم بالبديعة حيث نثرت على مسامع الحاضرات محطات من حياتها بدأتها منذ أن كانت في سن الحادية عشرة من عمرها وهي لا زالت طفلة في الابتدائية الثالثة والعشرين لمحو الأمية والأمل يحدوها بان تكمل مسيرة تعليمها حتى أتمتها وتدرجت بالسلك الوظيفي من معلمة إلى مديرة لابتدائية 301 لتعليم الكبيرات وحتى أصبحت مشرفة تربوية حاليا ، ثم استعرضت عددا من المحطات في حياتها العامة عبر عديد من المشاركات والكتابات في الصحف اليومية ، بعد ذلك قدمت المشرفة التربوية منيرة اليوسف عرضا لمنجزات إدارة تعليم الكبيرات بمنطقة الرياض خلال الخمس سنوات. وبعد استراحة قصيرة بدأت محاضرة حول ( محو الأمية الواقع والمأمول ) حيث ذكر الدكتور عبدالعزيز السنبل من جامعة الملك سعود بأن العالم يدرك بأن برامج محو الأمية لا تحتاج إلى مبررات لقيامها كما أكد على الجميع أن لا يركن إلى الزمن لحل هذه الإشكالية فالتعليم حق أصيل من حقوق الإنسان وهو تعزيز لتعليم الصغار وتحسين دورة الاقتصاد والتنمية الأسرية ، فيما استعرض الدكتور يوسف عيد من جامعة الملك سعود لتجربة مصر وجهودها في محو الأمية وتعليم الكبار منذ إنشاء أول مدرسة خصوصية عام 1816 م في عهد محمد علي. وأشارت الدكتورة سميرة الشهري من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن إلى المشكلة التي تواجه التربويين وصناع القرار في كيفية بناء علاقات ايجابية لتعليم محو الأمية بفاعلية مع بقية مؤسسات المجتمع الأخرى التي تختلف معها في أهدافها وأدوارها ووسائلها وإلى أهمية الشراكة وأنواعها.