أوصى المشاركون في ندوة دولية عقدت في موريتانيا حول "الإسلام وجدلية الاعتدال والتطرف" بضرورة فتح حوار مع الشباب المتطرفين، مؤكدين أنهم وقعوا في معظمهم ضحية التغرير بهم وإقناعهم بأفكار ضالة ومتطرفة، وقال المشاركون في الندوة في بيان ختامي صدر تحت عنوان "بيان نواكشوط" إن "من أسباب الغلو والتطرف الحماس الزائد لحديثي التدين، والأخذ بفتاوى الجماعات المتطرفة من غير تمحيص ولا بصيرة، ونقص العلم لدى المتطرفين، وعدم أخذه عن أهله". وتعرض البيان لجملة من الأضرار الدينية والاجتماعية لظاهرة التطرف والغلو منها "تكفير المسلم بناء على اجتهاد شخصي ممن لا يملك أهلية الاجتهاد، واستباحة دمه وعرضه وماله وسوء الظن بالناس، والتعصب للرأي ورفض الآخر، والجرأة على العلماء، وإهلاك النفس بالضلال". وقال المشاركون في الندوة إن عمليات الاختطاف التي شهدتها موريتانيا مؤخرا، تجعل من الضروري التحرك السريع لاعتماد استراتيجية واضحة لمحاربة الغلو والتطرف، باعتبارهما "نتاج فكر ضال ومضل"، وشددوا على ضرورة فتح باب الحوار والمناصحة مع أصحاب فكر التطرف والغلو لإقناع الشباب بخطأ الطريق الذي يسلكونه وإقامة الحجة عليهم، واطلاعهم على حقيقة بعد أفكارهم وتصرفاتهم عن الدين الإسلامي، فضلا عن ضرورة قبول توبة التائبين منهم، واستمالة المتعاطفين معهم. وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد تعهد في خطاب ألقاه بمناسبة افتتاح تلك الندوة الدولية، بوضع استراتيجية واضحة المعالم لمحاربة التطرف والغلو في بلاده، ودعا العلماء والفقهاء المشاركين في الندوة إلى تحمل مسؤولياتهم اتجاه شباب المسلمين، مضيفا أنه من حق الإسلام على علماء الدين "أن ينقوا صورته داخل أمته وخارجها من زيغ الجاهلين وتحريف المضللين وانتحال المبطلين"، كما شدد على أنه من واجب المسلمين جميعا وعلمائهم خاصة، أن يقدموا الإسلام بوصفه "النموذج الأعلى والقدوة المثلى"، وأن يرغبوا الآخرين فيه ويرشدوهم إليه، "بعيدا عن متاهات الغلو والتطرف". من جهة أخرى اعتقلت السلطات الموريتانية شخصين في شمال البلاد للاشتباه في علاقتهما بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وقال مصدر مطلع ل"الرياض" إن الشخصين المعنيين تم اعتقالهما في مدينة زويرات بشمال البلاد، وأن أحدهما يحمل الجنسية التونسية، فيما يحمل الآخر جنسية إحدى دول المغرب العربي، دون أن يحدد المصدر تلك الجنسية، وقد تم نقلهما إلى العاصمة نواكشوط للتحقيق معهما.