ولمن لا يعرف « الكولاج» فهو عبارة عن لوحة يتم صنعها بإضافة الورق أو الخشب أو مواد أخرى على الرسم، وذلك كي يتعرف الجمهور على الأشخاص أو الأشياء في اللوحة، وغالباً ما توفر هذه الأشياء مفاتيح للجمهور لفهم اللوحة. وتتعد أشكال وأساليب «الكولاج» فمنهم من يضيف «عناوين الصحف»، أو «قصاصات حائط»، أو «نوتاً موسيقية»، ويعد بيكاسو وجورج براك من أوائل الفنانين الذين أنتجوا مثل هذه الأعمال التي لم يفكر أحد قبلهما في إنتاجها بهذا الأسلوب. الشاعر المعروف ادونيس الذي اشتهر بدواوينه الشعرية وكتبه الجدلية الكثيرة، كان ينقطع عن أعماله، وينصرف إلى أعمال الترجمات وأعمال أخرى لا علاقة لها بإبداعه لدفع فواتيره التي تعجز دواوينه وكتبه عن سدادها؛ ويبدو أنه اهتدى مؤخرا إلى ما يمكنه من دفع فواتيره، وذلك من خلال إنتاج وبيع رسومات «الكولاج». يقول ادونيس أن الضجر هو ما قاده لتنفيذ أول «كولاج»، ويعترف أنه لا يحترف الرسم ولا يمتهنه، وأنه يظل مجرد «هواية» بالنسبة له، وعلى الرغم من أن المردود المادي الذي يقدمه «الكولاج» لأدونيس يتجاوز (عشرات) إضعاف مردود دواوينه الشعرية، التي تستغرق إنتاجها وإعدادها سنة، وأحيانا تصل إلى ثلاث سنوات، ليتم طباعتها، فيما قد يستغرق إنتاج «الكولاج» الواحد ساعة، إلى ساعة ونصف، وعلى الرغم من ذلك؛ إلاً أن أدونيس في حيرة من أمره حول «العبث الهائل في المجتمع الذي نعيشه»!! بعد كل هذا هل نرى تغييرا لمسار أدونيس، وهجرة عن دواوينه الشعرية التي تعجز عن سداد فواتيره، وهو الذي كان يقول: كنت أموت من الشغل في الترجمات وأشياء سخيفة، لتأمين فواتيري، أم سيحقق «الكولاج» انتصارا ومرابح لأدونيس الفنان لينصرف إليه.