سمعت يوماً قصة الغراب والابن وولده الذي كرر السؤال لابنه بعدما كبر في السن ويشير إلى ذلك الطير ويسأل عنه ويكرر السؤال علية ثلاث مرات فيجيب الابن بتذمر وتضجر انه غراب يا أبي....وذهب ذلك الأب وقدم لابنه مذكرته الصغيرة عن حياة ولده وما دُون بداخلها نفس الموقف وتكرار الأب إجابته عندما كان يسأله ذلك الابن الصغير وهو في الثالثة من عمره عن هذه الطير وكرر سؤاله ثلاثاً وعشرين مرة ويجيب الأب وهو يضحك مع ابنة الصغير انه غراب يابني وهو يلمه بيده. جعلتني تلك القصة أعود بذاكرتي وجعلت مخيلتي تتذكر كل شيء حصل لنا في حياتنا وخاصة مع أبي وأمي اللذين رعونا أعواماً عديدة وتحملوا كل شيء نعمله وسهروا ليالي عدة على راحتنا وعلى كل مانريده نحن. قد يتعب أخ صغير لدينا وقد نراعيه ساعات من الوقت لكن لانستطيع أن نبقى معه طوال الليل بينما الأم تستطيع فعل ذلك ولو طال السهر أياماً عديدة فهي تسهر من اجل راحتنا وتتمنى لنا الصحة ونحن ننام وهي تسهر تلك الليالي وتدعو لنا. وذاك أبي يجوب كل الأماكن ليشتري شيئاً معيناً اخترناه نحن..لايمكن أن يطمئن قلبه إلا وكل ما نريده تحت أيدينا وأمامنا..عندما نطلب شيئاً لايتردد في تقديمه لنا.. جعلونا كالزرع الذي يسقى يوماً بعد يوم ولو بعدوا يوماً عنه تجدب أرضنا وتتغير نفوسنا ونحس بأن هناك شيئاً مهملاً وهامشاً في هذه الحياة. كل يوم ندعو لهم...وكل ساعة نترقبهم..لو مرضوا لاقدر الله تظل قلوبنا وجلة خائفة متألمة, وعندما يشفون نحس بأن الدنيا ضحكت لنا والراحة والسعادة فتحت أبوابها لنا مرة اخرى.. فأعذروني إن قصرت في حقكم يوماً أو تذمرت في شيء لكم..فانتم تاج رؤوسنا وراحة حياتنا.. فلكم منا كل الدعوات الصادقة وجعلنا الله ممن نحظى ببركم وخدمتكم طوال حياتنا.