} مشاعر الفرحة والولاء التي عاشها أبناء المملكة ومن يقيمون على أرضها من غيرهم لا أحد يستطيع أن يصفها إلا من عاشها وشاهدها وسمع ألسن الناس في سعادة وحب كبير تشكر الله العلي القدير أن شفى سلطان الخير وأعاده إلى وطنه وشعبه. هذه التظاهر الأخوية الإنسانية التي عاشها وقادها قائد الأمة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين ومن خلفه شعبه الوفي ليست إلا تعبيراً صادقاً للمنزلة التي يحتلها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في قلوب الجميع وليست الا تعبيراً للوفاء نحو من هو منبع الوفاء، وجاء الاحتفاء بمقدمه الميمون على كل شبر من أرض الوطن، أفراد وأسر احتفلوا في بيوتهم وآخرون في متاجرهم وطلبة في مدارسهم وكلياتهم وعمال في مصانعهم وموظفون في مكاتبهم وجموع توجهت إلى المطار فرحاً وشوقاً للقاء سلطان الخير وللترحيببه.عنه «مؤسسة خيرية تجوب الأرض»، نعم انها الحقيقة ولا استطيع أن أستعرض في هذا المعنى الأعمال الخيرية لسموه الكريم داخل المملكة فهي اكبر وأعظم من أن أذكرها وهي أعمال قائمة تعبر عن نفسها وكل مواطن ومقيم على تراب أرضنا الطاهرة يعرفها وجنى من خيرها، أما الأعمال الخيرية خارج المملكة فهي الأخرى أعظم وأكبر من أن أتحدث عنها، ولكن في إشارة عامة لشواهد منها، فكان سلطان بن عبدالعزيز سحابة غيث أروت القرن الأفريقي عندما اجتاحته موجة الجفاف والتصحر خلال الثمانينات من القرن الماضي، فلم أزر دولة منها إلا وجدت مشاريع المياه تروي أرضها وشعوبها وتسقي مراعيها ومواشيها ومساكن تؤوي مواطنيها، وفي دول البلقان مشاريع إنسانية قائمة وليس مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز لجراحة المناظير في كوسوفا إلا خير شاهد على ذلك وهو أكبر مركز في الإقليم داخل أعمق جامعة ويقدم خدماته ليس لشعب كوسوفا فقط، بل يؤمه الكثير من خارجها وكثير من موظفي المنظمات الإنسانية الدولية استفادوا من خدمات ذلك المركز المتميز الذي تجاوز عمره العشر سنوات تم إنشاؤه وتشغيله كاملاً بتمويل سخي من سموه الكريم. وإن فرحتنا بشفاه سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز وعودته إلى أرض الوطن يشاركنا فيها آخرون من خارج الوطن فقد كنت في مؤتمر عام للحركة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر المنعقد في نيروبي خلال الفترة 18-25 نوفمبر 2009 وقد عبر كثير من الوفود المشاركة من مختلف أنحاء العالم عن فرحتهم بما أعلنته وسائل الإعلام عن شفاء سموه وقرب عودته إلى المملكة، إن هذا التعبير في ذلك التجمع الدولي الإنساني ليس الا تأكيداً لشمولية الأعمال الإنسانية لسلطان الخير للمحتاجين في أصقاع كثيرة من العالم «فالناس شهود الله في أرضه». وإن الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر وهي تعبر عن فرحتها بعودة سموكم الكريم سالماً معافى فإنها تتوجه بالشكر لله أولاً على منّه وفضله بشفاء سمو ولي العهد، وترفع أطيب التهاني لخادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي، كما ترفع إلى سموه أطيب عبارات الثناء والامتنان على جهود سموه الكريم في الميدان الإنساني. وإن عودة سموه الكريم يصحبه شقيقه ورفيقه على درب الإنسانية الأمير الوفي سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض قد زادت من فرحة الرياض وأهلها وليس أقل من تحية إجلال وتقدير للمواقف النبيلة لك أيها الأمير القدير رمز الوفاء وصاحب القلب الكبير، وبالرغم من مشاق السفر وطول مسافة الرحلة فقد آليت إلا أن تتواجد في مكتبك في صباح اليوم التالي لوصولك وهذه وأيم الله ذات معنى كبير وعميق يعبر عن حبك وشوقك لمحبيك الذين تواجدوا للتشرف بلقائك منذ الصباح الباكر فكنت الأمير الودود البشوش كما عهدوك، فحمداً لله على سلامة الجميع حفظ الله بلادنا من كل مكروه وسلم لها قيادتها وأدام الله عليها نعمة أمنها ورخائها.