ملحوظة، أسجل في البدء ملحوظة سريعة أنتجتها الردود والمداخلات والتعليقات المبهجة على موضوعي ليوم الثلاثاء الماضي بعنوان «الحياة قراءة، القراءة حياة» والتي كانت في مضمونها ومفرداتها ولغتها تحمل صدقاً يتميز به إنسان هذه الصحراء السخية، وتضع الكاتب أمام مسؤولية كبيرة تجاه الناس، والوطن، والإرث القومي، وأن يكون في توجهاته، وأفكاره، ورؤاه صوتاً للذين لا صوت لهم، وأن يتفاعل مع هموم، ومتاعب، وقلق الآخرين من منطلق أنهم جزء من معاناته، أو مسؤولية من مسؤوليات ممارسة الكلمة والحرف، وقداسة فعل الإسهام في صياغة وصناعة واقع حياتي جيد وثري بالمعرفة والانعتاق من كل صيغ البلادة والجمود والتخلف. لقد كرّست الردود والتعليقات معنى النقاء، والصدق، والحب في داخل إنسان الوطن. والحب فضيلة لا تتوفر إلا في النفوس الكبيرة والنقية. والحب - أيضاً - سلوك رائع وجميل، وفعل حضاري من خلاله نستطيع الارتقاء بمفاهيمنا، وأفكارنا، ونضالاتنا في الحياة، وما أروع أن يجد الإنسان هذا الزخم الجميل من فيض الحب. أكتفي بهذه الملحوظة، وأبدأ موضوعنا، والمقال. لعلي أتوجه هنا إلى شريحة الشباب من أبناء الوطن، وساكني المدن الكبيرة بالذات، والمدينة عادة ما تفسد سلوكيات، وتصرفات الشاب، وتحوله إلى كائن عبثي، مستهتر، غير قادر على التفكير في نتائج تصرفاته، وتجاوزاته، وعبثه. وكثيراً ما تأخذه المدينة عبر حياتها، وأنماط تعاملاتها، والتفاوت الطبقي والاجتماعي بين شرائح سكانها، إلى متاهات متردية في السلوكيات، والممارسات، والتعامل مع الآخرين. لقد نتجت لدينا ظاهرة مخيفة لاأخلاقية ولاإنسانية حيث يمارس بعض الشباب تصوير بعض الجرائم، أو المسلكيات الهابطة، أو تسجيل بعض الأحاديث الشاذة لغة وموضوعاً، ثم يقوم هؤلاء بتعميمها عبر وسائل الاتصالات الحديثة. وفي هذا جرم يعاقب عليه الشرع، وأخلاقيات المجتمع، ومبادئ وأعراف الناس فيما بينهم. هذا السلوك هو نتاج طيش، وعبث، وسوء تربية، فخصوصيات الناس ليست عبثاً، وكرامات الآخرين وقيمتهم، وأعراضهم ليست مهدورة بحيث تكون في متناول الآخرين، ومحط تندّرهم، وتسلياتهم وأحاديثهم في مجالسهم. أتمنى أن نسمع عن عقوبات صارمة وقوية بحق كل مستهتر بأعراض وكرامة الآخرين.