لايعتبر اسم عبد اللطيف اللعبي اسماً غريباً أو هامشياً في الثقافة الفرنسية. بل إنه، ربما، الى جانب زميله ومجايله الطاهر بن جلون، واحداً من ألمع الأصوات الشعرية الفرنسية من أصول أجنبية. فجائزة " غونكور الشعر " التي تسلمها قبل أيام في باريس، ليست فقط اعتراف فرنسي بنبوغه الشعري وريادته الحقيقية في عالم الأدب بشكل عام، وإنما اعتراف فرنسي بشاعر جمع الى جانب قصائده وأعماله الكثيرة في أكثر من حقل أدبي، بسيرة نضالية فذة وطويلة الى جانب اشتغاله على نقل الكثير من دواوين الشعر العربي الى لغة موليير ورامبو وفيرلين. وهي تقدير واحتفاء بالقلق الدائم الذي سكن هذا الشاعر على مستوى الهوية الأسلوبية حيث تعدد شكل أعماله مثال واضح لقدرته على الخروج من نسق الى آخر دون إضرار هذه الأنساق جميعاً في الموهبة الأم التي تحرك عقله ومسيرته الأدبية. لذلك، فهو، الآن الى جانب كبار ضفروا بهذه الجائزة مثل كلود لوروا وإيف بونفوا وأوجين غيلفيك ولوران غاسبار وجاك رضا وأندريه شديد، فغونكور الشعر ليست على مثال الجائزة الأم التي تمنح للرواية، بل إنها تفوقها بكثير بحيث لا تمنح سوى عن مجمل الأعمال، ما يعني أنها تعطى للمكرسين من الشعراء الذين يكتبون بالفرنسية واللعبي بدون شك واحد من هؤلاء القلة النادرة الذين كانت لصدى كلماتهم وثقافتهم أوسع التأثير. اللعبي المناضل من أجل الحرية، في مغرب السبعينات، حيث سجن وأطلق بداية الثمانينات إثر حملة مطالبة دولية بذلك، لم يتراجع أنملة عن مساره النضالي، فها هو في باريس يترجم للقاريء الفرنسي رواية غسان كنفاني الشهيرة " عائد الى حيفا " و " الشمس في يوم غائم " لحنا مينة، ثم ينقل عبد الوهاب البياتي في " سيرة ذاتية لسارق النار " و " الفرح ليس مهنتي " للماغوط ، " أحبك على وقع الموت " لسميح القاسم و " ورد أقل " لمحمود درويش. وكذلك جمع بالإشتراك مع زوجته جوسلين " عصافير العودة: حكايات من فلسطين " .... إلخ!. لكن تجربة السجن ومراراته كان لها أبلغ تأثير على مسار اللعبي الشاعر. فبعد إطلاق سراحه نشر " مملكة الهمجية " تبعها بديوانه الجميل " حكاية مصلوبي الأمل السبعة " ثم " قصائد تحت الكمامة " ثم ديوانه الأكثر شهرة على الإطلاق " أزهرت شجرة الحديد ". مع كل هذا عرج على الرواية فنشر " العين والليل " و " مجنون الأمل " و " تجاعيد الأسد " وقاع الخابية – رواية بيوغرافية " وأغنى المسرح بنص جميل ومتفرد حمل عنوان " قاضي الظل ". والى جانب كل هذا بقيت مساهمته الأساسية في مجلة " أنفاس " الأكبر تأثيراً في بلده المغرب حيث أبرزت تجربة هذه المجلة الإنتلجنسيا اليسارية في مغرب الستينات. تكريم اللعبي بجائزة غونكور الشعر باعتباره شاعراً مكرساً الى جانب كونه مناضلاً مكرسا في سبيل الحرية، هي في شكل آخر تكريمٌ لسيرة شاعر مناضل لا تزال أنفاسه تقلب عن فضاءات الحرية أينما كانت. – في الحديث عن الجوائز، وقد حصلت مؤخراً على " غونكور الشعر "، ثمة دائماً ما يقال من البعض عن شرعية هذه الجوائز وما يمكنها أن تضيفه الى الحاصل عليها، ماذا ستضيف هذه الجائزة الى تجربة عبد اللطيف اللعبي وما معنى أن ينال شاعر عربي جائزة بهذا الحجم الكبير على الأقل فرنكوفونياً ؟ مع ذلك لم تمنح أية جائزة في المغرب ما هو السبب ؟ = لن تغير هذه الجائزة، على أهميتها الرمزية، أي شيء في مساري الإبداعي ولا في سلوكي و نظام حياتي اليومية. تريد الصراحة؟ أنا لست في أي سباق أو تهافت على الشهرة والجاه والأوسمة، ناهيك عن الربح و الرفاه. الكتابة بالنسبة لي ليست وسيلة للارتقاء الاجتماعي. وهذا يفرض على المرء أن يقبل بالهامش وظروفه القاسية أحياناً. من هنا فإن عدم حصولي على أية جائزة في المغرب أمر لا يؤرقني البتة. ثم هل هنالك في المغرب جائزة أدبية تستحق الذكر؟ – في المغرب ربما لا يوجد جوائز كبيرة لكن يوجد شعراء وبيت للشعر، ما هي رؤيتك لمسار الشعر المغربي ولدور بيت الشعر ونشاطاته وكيف تقيم الحركة الشعرية المغربية ؟ = هذا ليس سؤالا بل موضوع أطروحة جامعية قد تحتاج إلى سنين لإنجازها. الحركة الشعرية المغربية تستحق، من أجل تقييمها، أكثر بكثير من جواب مقتضب واختزالي بالضرورة. ما أستطيع القول هو أنني لو لم أكن واع بثرائها و فرادتها لما خصصت لها الأنطلوجية التي نشرتها سنة 2005 و التي تتضمن مختارات من أعمال 50 شاعراً وشاعرة بمختلف اللغات التي يكتبون بها. المشكل في العالم العربي هو أن القارئ وحتى المهتم أو المختص توقفوا منذ عقدين على الأقل عند الأصوات الكبيرة المنتمية إلى المشرق على وجه التحديد، وكأنها "خاتمة" الشعر. أقول هذا طبعاً مع كل التقدير الذي أكنه لتلك الأصوات التي ساهمت بقسط متواضع في نقلها إلى اللغة الفرنسية. وعودة إلى مسألة الجوائز في المغرب، ما أردت قوله هو أن الموجود منها لحد الآن ليس له للأسف الصدى المطلوب لا عربياً ولا دولياً. وذلك مؤشر ضمن مؤشرات أخرى عن العزلة التي تعاني منها الثقافة عندنا. – تعيش في باريس منذ الثمانينات، كمهاجر مغربي الى جانب مئات الآلاف من المغاربة أيضاً، كيف تقيس الغربة الفرنسية بالغربة التي عانيتها في بلدك المغرب يوم سجنت بسبب النضال ومكافحتك من أجل حصولك على الحرية ؟ = هل أشعر الآن حقا بالغربة في فرنسا ؟ إنها على أية حال غربة نسبية. أنا هنا في المناخ الحضاري الأقل ضرراً بالنسبة لشروط ومستلزمات الإبداع. فالواقع لا يضغط عليك يومياً و بهذا يتيح فضاء أرحب لحريتك الشخصية و تأملك في ذاتك و محيطك وفي الوضع البشري بشكل عام. الواقع هنا أوفر عقلانية بالنسبة لمن يريد الإلمام بوظيفته ككاتب على أتم وجه، لأن هذه الوظيفة معترف بها اجتماعياً ولأن المادة الأدبية تعتبر قيمة أساسية وحاجة من الحاجيات الحيوية لدى الفرد والجماعة. ليس هناك أي مجال للمقارنة مع وضعنا ككتاب في أوطاننا. فالغربة هناك متعددة الأوجه وأسبابها معروفة ، لقد سبق لي أن كتبت في هذا الشأن ما يلي: " بين منفيين، لقد اخترت المنفى الذي أستطيع معه صون كرامتي وحريتي". – لكن في المنفى الغربي ثمة عنصرية متزايدة تجاه المهاجرين وفي جانب آخر ثمة مشاكل اجتماعية وثقافية تعانيها جماعات المهاجرين، ليس في فرنسا وحسب بل في أوروبا برمتها، وعلى ذكرك للمناخ الحضاري الأقل ضررا لمستلزمات الإبداع ألا ترى معي بأن قلة قليلة من الكتاب المهاجرين هي التي وجدت هذا المناخ، وعلى هامش هذا السؤال الى أي حد ترتبط مستلزمات الإبداع بقدرة المبدع على الإندماج بالمجتمع الجديد الذي يعيش فيه ويتنفس حريته ؟ = وضع المبدع والمواطن العادي من أصل عربي في أوروبا ليس قدَراً محتوماً لا يمكن الفعل فيه و تغييره . المسألة إذن رهينة بانخراط ذلك المبدع أو المواطن في الصراع الدائر في المجتمع الذي يعيش فيه عوض اعتبار أن ذلك الصراع لا يهمه مباشرة والاكتفاء بالغضب المحض إزاء ما قد يمسه من تجليات الإنغلاق والعنصرية وسوء الفهم تجاه ثقافته الأصلية وديانته وقضاياه الوطنية. هذا مع العلم (ويجب تسجيل ذلك من باب الأمانة الأخلاقية) أن المجتمعات الأوروبية ليست أكثر عنصرية أو انغلاقاً أو جهلاً بثقافة الآخر من مجتمعاتنا نحن. أضف إلى ذلك أن شروط الحوار وصراع الأفكار في البلدان الأوروبية قائمة فعلا خلافاً لما هو عليه الحال في بلداننا التي ترزح في الغالب تحت نير المعتقد الواحد والفكر الأوحد ومختلف السلط القامعة للحريات الفردية والجماعية. – ماذا تبقى برأيك من النشاط السياسي الذي عشته طوال فترة الستينات والسبعينات والثمانينات وهل كانت الإقامة في فرنسا محفزاً على استمراره أم خفوته رويدًا رويداً ؟ = لقد قررت منذ طلوعي من السجن سنة 1980 (وحتى قبل ذلك بقليل) استرجاع حريتي كاملة على المستوى الفكري و السياسي و الحياتي أيضاً. وهذا لم يكن يعني تنصلا من تجربتي النضالية السابقة. لا زلت اعتقد إلى اليوم أن هذه التجربة مع الأخطاء التي رافقتها وفشل مشروعها الآني كانت ضرورية و شكلت قفزة نوعية في الممارسة السياسية عندنا. عندما أفكر في الأمر مع كل هذا البعد الزمني، أستطيع القول بأن حركة اليسار الجديد التي انتميت إليها في نهاية الستينات حققت على المستوى السياسي نفس القطيعة التي حققتها قبل ذلك مجلة أنفاس (التي كنت أديرها) على المستويين الفكري و الثقافي. أنا أدين إذن لهذه التجربة بالكثير ولست من أولئك الذين يفرغونها من محتواها النضالي الأصيل و يتباكون على ما ضاع منهم بسبب الانخراط فيها. و إذا كنت منذ زمان غير منضو في أي هيأة سياسية، فهذا لا يمنعني كمثقف مواطن أن تكون لي آرائي و مواقفي السياسية وأن أساهم من موقعي هذا وباستقلال تام في بلورة المشروع الديمقراطي المطروح على جدول أعمال القوى التقدمية في المغرب، وأيضا مناهضة كل القوى المعادية لهذا المشروع أكانت ضمن المجتمع أو السلطة القائمة. - توزع نشاطك الكتابي بين الشعر والمسرح والرواية والفكر السياسي والترجمة، رغم ذلك لم تتأثر موهبتك الأساسية أو ينقص النبض في نصك الشعري، مع ذلك، ثمة من يقول بأن الكاتب المتعدد المجالات لا بد وأن يتأثر مستوى نصه على الأخص النص الشعري، لماذا عددت مجالات الكتابة وتمسكت بلقب الشاعر ؟ = لا أستسيغ أي نوع من النمطية اجتماعية كانت أم فكرية و بالأحرى أدبية. الأدب في رأيي حقل رحب، متناه الأطراف. و أجرؤ على القول بأنه رغم الاكتشافات الهائلة التي تمت فيه عبر آلاف السنين والمنجزات التي حققها ضمنه عمالقة الأدب إلى يومنا هذا فإن مجاهل أخرى لا زالت كامنة فيه تنتظر كتاب عصرنا الحالي و العصور القادمة. إن هذا الحقل هو دائماً في حاجة إلى الكاتب الذي سيقوم بعملية استكشاف أخرى قد تؤدي إلى استخراج معادن جديدة كانت دفينة فيه ولم تخطر على بال أحد. هذا النوع من التحدي وارد بالنسبة لأي كاتب يؤمن بأن مغامرة الإبداع لانهائية و أن له ما يدلي به فيها انطلاقاً من تجربته الخاصة و شروط الآونة التاريخية التي يعيش فيها. أعتقد أن الإلمام بالثقافة الأدبية و العامة حيوي بالنسبة للكاتبة لكن الجديد و المختلف في الأدب لا يمكن أن يخضع لمرجعية ثابتة كيفما كانت سلطتها الرمزية. على هذا الأساس، أدعو القارئ والمختص أن يقيم مساري الإبداعي. أنا أرفض مثلا الأسوار التي يقيمها البعض بين الأجناس الأدبية. أمارس في أي شكل من الكتابة ما سبق لي أن أسميته ب"النص المفتوح" . لا يهمني ذلك النوع من التسلسل المنطقي في الأعمال المتتاليه بل المغامرة الفريدة التي أنا مقبل عليها و الشكل الجديد الذي علي أن أوجده لاحتواء التجربة التي أريد التعبير عنها. – تكتب بالفرنسية لكنك نقلت معظم كتبك الى العربية اللغة الأم التي جئت منها، هل هذا بسبب الإقامة في القلق الدائم بين لغتين أم أنه محاولة لترجيع الصوت الى الجذور الأولى ؟ وهل كان النقل ترجمة أو إعادة كتابة حيث أن الأنا تعاود كتابة نفسها بنفسها، وهل يمكن للعربية أن تقول ما تقوله الفرنسية ؟ = إنني كاتب "مخضرم" بحكم التجربة التاريخية التي أنا نتاج من نتاجاتها . لا أبتهج و لا أحزن فوق اللزوم لهذا المعطى. إنه نصيبي. لكنني عندما أتأمل في ذلك، أكتشف أن هذا القدر كان سخيا معي إلى حد ما. لقد جعل مني، في لحظة تاريخية عسيرة، تمر فيها القيم الإنسانية الرفيعة بمحنة خانقة وتطغى فيها الخطابات حول تطاحن الحضارات، جعل مني إنساناً و مثقفا يرفض هذا المسار المدمر ويشغل عقله و كافة ملكاته للتنبيه إلى عواقب الكارثة الحضارية التي تتهدد المجتمع البشري برمته. ولربما أن مسألة الانتماء كما كنا نطرحها من قبل قد تطورت عندي. لم أعد أنتمي فقط للخاص (قضية الشعب الذي أنا من صلبه، قضايا الأمه و المضطهدين في كل أرجاء المعمور) بل أيضاً للعام، أي قضايا الإنسانية جمعاء. من هنا، فإن موقعي الخاص بين لغتين و ثقافتين و مجتمعين بشريين مختلفين يسمح لي بأن أكون، ليس حكما محايداً بل صلة وصل وعامل إنصات متبادل وحوارمجد يتوصل من خلاله كل طرف إلى تلمس إنسانية الآخر الكامله و قيمه المضافة و قدرته على العطاء في صنع مستقبل أفضل للمجتمع البشري. هذا على الصعيد العام. أما في ما يخص مسألة اللغة، فإني أعتبر نفسي محظوظا بحكم ازدواجيتي على هذا المستوى. أشتغل بالاثنتين و أفكر و أحلم و لا أعاني البثة من انفصام في الشخصية. في قصيدة من قصائدي الأخيرة قلت ما يلي:علي أن أعترف بأنني اسكيزوفريني سعيد... تقريباً." – نعود مجدداً للهجرة والمهاجرين، هل إن نصيب كل مهاجر أن يعيش مقسوماً على أناه والى أي حد يمكن ذلك وما هي المقومات الفعلية لنجاح هذه التجربة والخروج منها بعوالم خلاقة كما حصل معك ومع غيرك أمثال الطاهر بن جلون إدوارد سعيد ..إلخ ؟ = الرهان واضح في اعتقادي: ليس "غزو" الغرب أو حتى منافسته بل الإشتغال على نفس المستوى بأدواتنا الخاصة وبأدواته أيضاً. أن نعالج جدياً نحن العرب ذلك المرض العضال الذي نعاني منه وهو الاعتقاد بأن كل مآسينا ناتجة عن المآمرات التي تحاك ضدنا من الخارج. عقدة الضحية هذه من العوامل الأساسية التي تشل العقل و العزيمة و تذهب أحياناً بنا إلى فقدان حتى غريزة البقاء.إنها لفاجعة ألمت بفكرنا وقدراتنا الخلاقة. لن أسأم من ترديد فكرة سبق لي أن طرحتها مراراً: إن نقد الآخر يستمد مشروعيته من الجرأة على نقد الذات. من هذا المنطلق، أقول أن ممارستي الفكرية والابداعية ليس هدفها إطراب الغرب أو الشرق بل تقديم نقد مزدوج لما يتعارض مع أحلامي العادلة في كلي المعسكرين. وفوق ذلك، إني أتجاوز هذه الثنائية الضيقة لأخاطب الإنسان بغض الطرف عن الإنتماء الخاص. أخاطب فيه هشاشيته، حيرته، أسئلته المحرقة، قدرته على العطاء. أخاطب فيه العاشق لتجربتنا الإنسانية والفاعل من أجل صونها و الدفع بها إلى المزيد من الإنجازات الخارقة. – كتبت " جبهة الأمل " كتاباً لتتشارك فيه مع كل من يقرأه في العالم، هل لايزال لديك الأمل على الرغم من فعل التشريح الذي تبني فيه النص ؟ = جنون الأمل عندي لا زال قائماً رغم كل الانتكاسات و الأهوال المحيطة بنا. لكنه جنون معقلن إذا جاز التعبير. أنطلق دائما للبرهنة على ذلك من الحلم الأزلي الذي غامر البشرية منذ البدايات : الحلم بالعدالة و المساواة و الإخاء على الأرض وليس في السماء فقط. كون هذا الحلم قد نبت في وجدان الإنسان ليس عبثاً. و أنا الحامل أيضاً إياه، هل أعاني من خطئ في تركيبتي البيولوجية؟ كلا. أعتبر أن الأمل بمثابة غريزة من أقوى الغرائز الإنسانية. وعلى ذكر الكتابة، فإنني أتأكد من خلالها ربما أكثر من أية ممارسة أخرى بأن طاقة الحلم المؤيد بالأمل هي محركها الأساسي.