واصل فريق النصر صحوته من سباته الطويل واستسلامه الدائم أمام الفرق الكبيرة، واثبت هذا الموسم والموسم الماضي أنه ليس صيداً سهلاً يمكن نيله براحة تامة كما كان في السابق خصوصاً أمام ثلاثي المقدمة الهلال والاتحاد والشباب، ففي الموسم الماضي أسقط الاتحاد في ربع نهائي كأس ولي العهد على أرضه وبين جماهيره في جدة، وهذا الموسم وقف نداً للهلال في مباراتي الدوري وكسب من فم الهلال 4 نقاط وهو الامر الذي لم يستطع أي فريق أن يفعله، ووقف بفوزه الأخير مسلسل الفوز الهلالي لست سنوات متتالية، إذ كان آخر فوز للنصر في شهر 11 من عام 1424ه، وقبل الهلال وقف النصر في وجه نجوم الشباب وكاد أن يفقدهم ثلاث نقاط لولا أخطاء حارسه الصاعد عبدالله العنزي، إذ عانى الشباب الأمرين في تلك العصرية المميزة "للأصفر" البراق في استاد الملز، فالاتحاد والشباب كانا يكسبان اللنصر بسهولة لدرجة أنهما سبق وهزما بالستة، والهلال حرم النصر من الفوز عليه ست سنوات متتالية، ولكن اليوم كل شيء يبدو أنه سيتغير فالنصر الغائب عن بطولة الدوري 14 سنة متتالية قد يحدد ملامح البطل في السنة الخامسة عشرة له التي يظهر بشكل كبير أن لقبها من الاستحالة أن يذهب للنصر، والنصر الذي لم يحقق كأس ولي العهد منذ التسعينات الهجرية ولم يفز به طوال السنين التسعة عشرة الماضية سيكون له هذا الموسم هيبة ووجود وقد ينجح في الفوز باللقب الغائب عن خزائنه منذ آخر تتويج عام 1394 ه على حساب الأهلي، والأهم أن يواصل النصر حضوره أمام الفرق الكبيرة لعله يستطيع أن يصل للمباراة النهائية أولاً، حيث لم يتأهل لها منذ 1416 وحينها خسر أمام الشباب بثلاثة أهداف نظيفة في استاد جدة. الماضي المرير للنصر والقطيعة الطويلة لبطولتي الدوري وكأس ولي العهد يبدو أنها لن تدوم فلقد عاد النصر الذي هو أمل جماهيره الصابرة والأهم أن يستمر في صحوته وعناده أمام فرق البطولات، فذلك يعيد له هيبته المفقودة وهيئته المهزوزة وحينها سيكتسب لاعبو النصر الجدد والمخضرمون الثقة في أنفسهم وحينها سيعتقدون أنهم فعلاً أهلا للبطولات والمنافسة عليها وليس القيام بدور الباحث عن عرقلة الفرق الكبيرة ليس إلا.