سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدير تطوير الأعمال بشركة Google في المملكة ل « الرياض »: 40 مليون مستخدم عربي للشبكة من مجموع 325 مليون نسمة أكثر من مليار شخص يمتلكون إمكانية الوصول إلى شبكة الإنترنت
بعد أن تحول العالم إلى قرية صغيرة من خلال وسائل تقنية المعلومات المختلفة بفضل التكنولوجيا الرقمية، والقائمين عليها من العقول المتخصصة المبدعة في هذا المجال الفني الحيوي الهام الذي اصبح مصدرا للمعلومات العامة وكل ما يحتاجه المرء من احصائيات ومعلومات في مجال الاقتصاد والسياسة والثقافة والشأن المحلي بشكل عام، وقد وفرت التقنيات الحديثة كل ما يحتاجه الباحث والصحفي والمهتم بالبحث عن أي معلومة تجدها بضربة زر أمامه على شاشة الكمبيوتر نصاً وصورة، وأصبح (قوقل) أحد أهم المصادر البحثية لأي إنسان يريد الحصول على أي معلومة صغيرة أو كبيرة، حتى أصبح يطلق على الانسان الذكي وسريع البديهة والموسوعة بأنه أشبه ب (قوقل)، وفي هذا المجال حاورنا عبدالرحمن بن إسماعيل طرابزوني، مدير تطوير الأعمال بشركة Google في المملكة العربية السعودية، ليحدثنا عن أهمية وخصائص هذه الشبكة العنكبوتية الأكثر تطوراً في العالم، حيث أفادنا بأنه يوجد الآن أكثر من مليار شخص يمتلكون إمكانية الوصول إلى شبكة الإنترنت – جميعهم يصنعون ويتشاركون ويبحثون عن المعلومات. وفي كل يوم، يبحث مئات الملايين من الناس عن المطاعم والعطلات والأخبار والكتب ويقوم الكثير منهم بمقارنة الأسعار والمنتجات، أو التحقق من مواعيد الرحلات وتأخرها، أو التواصل مع أصدقائهم عن بعد. وقد وصلت نسبة كثافة استخدام أرقام محيرة – أكثر من 80 مليار رسالة بريد إلكتروني ترسل و3.7 ملايين صورة يتم تحميلها يومياً، وقد وصل حجم محيط التدوين إلى أكثر من 100 ضعف حجمه منذ ثلاثة أعوام مضت ويستمر في التضاعف بمرور 200 يوم. وأضاف طرابزوني: "يصعب تخيل كيفية الحياة قبل ظهور الإنترنت. ويسهل فهم السبب الذي جعلنا نستخدم شبكة الإنترنت لتقدم لنا فرصاً غير مسبوقة للاكتشاف والتعلم والتواصل وتبسط علينا العديد من المهام التي يجب أن تتم لنواصل مسيرة حياتنا اليومية. وقد جلب هذا المستوى من إمكانية الوصول إلى المعلومات معه الحرية والقدرة وإمكانية الاختيار المتاحة للناس بأسلوب ندر أن شهده تاريخ العصر الحديث". وقال مدير تطوير الأعمال في شركة Google في المملكة "بالرغم من ذلك، فإن هذا الكم الهائل من معدلات الارتباط بشبكة المعلومات العالمية لم يتوزع بنسب متساوية في بقاع العالم، فلم تزل في بعض المناطق فرص لا حد لها (لم يتم استغلالها حتى الآن) للقيام بتغيير ثوري في أساليب إنجاز الأعمال أو تسهيل الاتصال أو ببساطة التمكن من الوصول إلى الأدوات التي تساعد على إنجاز أصعب المهام بشكل أسرع وأسهل وبكفاءة أكبر. ويصل معدل تغلغل شبكة الإنترنت في العالم العربي حالياً إلى نسبة تقل عن 10% (فهنالك ما يقرب من 40 مليون مستخدم للشبكة من مجموع 325 مليون نسمة) كما تبلغ نسبة المحتوى العربي للشبكة أقل من 1% بحوالي 150 مليون صفحة ويب مقارنة ب 30 مليار صفحة ويب من جميع أنحاء العالم (كما ذكر في بحث مدار). وبصورة واضحة، فإن هذه الأرقام تعكس مشكلة حقيقية فيما يتعلق بإمكانية الوصول إلى المعلومات للشبكة العربية – إذا لم يكن للمحتوى وجود فلن يكون هنالك محفز للناس لاستخدام شبكة الإنترنت وإن قلّت نسبة مستخدمي الإنترنت ستظل كمية المحتوى المحلي المنتج قليلة. إنها كأحجية البيضة والدجاجة. فما الذي يمكن القيام به في هذا الشأن، ولماذا العناء؟" يجيب طرابزوني: "في أبسط مستوياته الأساسية، يعمل الإنترنت على إرضاء تعطش الإنسان الطبيعي للمعرفة والتواصل والتعبير عن الذات. ولنبدأ بالمعرفة كنقطة بداية. فإن الإنترنت لا يعرف حدوداً – فهو يسهل تدفق سيل متواصل من المعلومات بلغات متعددة في مختلف المواضيع من مختلف البلدان. وبهذه القدرة على البحث عبر هذا الكم الكبير من مصادر المعلومات بأكثر من 110 لغة مختلفة، أصبح كم هائل من المواضيع المتنوعة عند أطراف أصابع الناس في حين لم يتمكّنوا من قبل من الوصول إليها دون ذلك. وعلى سبيل المثال لم يعد الطالب من مدينة دبي الذي يعد ورقة بحث عن الإنكا من أمريكا اللاتينية في حاجة للاعتماد على المخطوطات القديمة المتكدسة في المكتبات المحلية. وقد قامت ثروة المواد المتوفرة على شبكة الإنترنت – والقدرة على ترجمتها بشكل أوتوماتيكي للغتك – بإضفاء ميزة ديمقراطية على التعلم بأسلوب غير مسبوق. ومن استكشاف الضرر الذي تتعرض له الغابات المطرية في الأمازون على Google Earth، إلى الاستماع إلى إرشادات بروفيسور في علم الأحياء البحرية، يقوم البحث الشبكي بتوفير كميات متزايدة من المحتويات المفيدة والمتخصصة". وأضاف "من ثم يأتي التواصل، ففي الغالب ستحتاج للتعامل مع الآخرين لإنجاز مهامك الشخصية أو المهام المتعلقة بعملك. وفي الماضي، كان ذلك يعني أنه عليك القيام بالكثير من نقل الأوراق وتداخل الجداول والاتصالات الهاتفية. أما اليوم، فيقوم المفهوم الذي نطلق عليه اسم "الحوسبة السحابية" بتسهيل عملية إنجاز المهام بصورة كبيرة". واستطرد بالقول "تقوم الحوسبة السحابية بتحريك كافة أنشطتنا المتعلقة بجهاز الكمبيوتر – البحث، المراسلة عبر البريد الإلكتروني، الاطلاع على مقاطع الفيديو، صنع الوثائق، تحميل الصور، والمزيد – على وسط افتراضي في شبكة الإنترنت يدعى ب "السحابة". وتعني حقيقة أن هذه البيانات مخزنة بأمان على شبكة الإنترنت أنه بإمكانكم الوصول إلى المعلومات التي تطلبونها من أي جهاز به إمكانية الاتصال على شبكة الإنترنت – بما في ذلك الأجهزة المتنقلة والمحمولة – من أي مكان. ويعد هذا تغييراً كبيراً لأي شخص لا يمتلك إمكانية الاتصال على شبكة الإنترنت وللأعداد المتزايدة من القوة العاملة المتنقلة". وبيّن "أن الحوسبة السحابية تجعل من التضامن وتضافر الجهود أمراً أسهل بكثير مما سبق. ففي السابق كنا نقوم بتبادل إرسال ملحقات نصية أو صور على البريد الإلكتروني لتنظيم حدث أو للحصول على إفادة حول وثيقة ما. وتحول السحابة دون الحاجة لذلك، والذي يمثل فرصة لتقليص النفقات للأعمال صغيرة كانت أم كبيرة وتعزيز الكفاءة. فقد أصبح بإمكان محاسبة من الهند التحدث مع زميلها في مصر أثناء عملهم على نفس الجداول. ويمكن لفريق تصميم من جميع أنحاء العالم الاجتماع على وثيقة واحدة على الإنترنت للتخطيط لمنتجهم القادم – كل ذلك أصبح ممكناً بالاتصال على شبكة الإنترنت". وأوضح طرابزوني أن شبكة الانترنت "خلقت فرصاً هائلة للملايين من الناس في جميع أنحاء العالم للتعبير عن أنفسهم: بالحرية في الابتكار والتواصل، التنظيم والتأثير، والتحدث بصوت مسموع. ومن الواضح اهتمام الناس بالتواصل مع بعضهم البعض، وقد جلب الإنترنت معه إمكانية الوصول لمختلف المجتمعات على نطاقات جغرافية ولغوية وزمنية واسعة لا مثيل لها. وقد وفرت كل من مواقع مشاركة مقاطع الفيديو والمدونات وشبكات التواصل الاجتماعي والقدرة على ابتكار موقعك الإلكتروني الخاص بك منصة يمكن من خلال سماع صوت الأفراد ورجال السياسة والجماعات غير الربحية وغيرهم لجمهور كبير من جميع أنحاء العالم". وخلص عبدالرحمن بن إسماعيل طرابزوني، مدير تطوير الأعمال بشركة Google في المملكة العربية السعودية إلى القول أنه "وبغض النظر عما يقال أو يفعل، لا يستطيع أحد إنكار أن الإنترنت يفتح أبواب الوصول إلى المعلومات بطريقة تعد أساسية في تطور العالم المعاصر. ونحن في Google ملتزمون لأبعد الحدود بضمان حصول منطقة الشرق الأوسط على الفائدة القصوى من الإمكانيات المتاحة من شبكة الإنترنت. ومن خلال ابتكار منتجات كمحرك البحث الشبكي، وخدمة البريد الإلكتروني Gmail، وGoogle Sites والمنتجات الأخرى المتوفر باللغة العربية، وتقديم أدوات الترجمة وتأسيس شراكات محلية، نهدف للعب دورنا في زيادة المحتوى الشبكي المفيد باللغة العربية لمستخدمينا المحليين والأعمال والمنطقة ككل. وبالتأكيد فإن لكل دوره – سواء كان ذلك إنشاء مدونة خاصة، أو ابتكار موقع إلكتروني، أو بناء طبقة باللغة العربية على تطبيق Google Earth أو مشاركة خبراتك حول موضوع ما باستخدام Knol، فحتى أصغر مساهمة يمكن أن تساعد على جعل شبكة الإنترنت أداة مفيدة للمستخدمين باللغة العربية بنفس المقدار الذي تفيد به الناس من جميع أنحاء العالم".