زفت قناة الجزيرة لمتابعيها في منتصف ديسمبر الماضي فوزها بجائزة "أفضل تغطية للدوري الإسباني" لفئة المحطات العالمية غير الإسبانية الحاصلة على حقوق النقل، وهي الجائزة التي تؤكد بالفعل على أن القناة القطرية باتت اليوم واحدة من كبرى القنوات العالمية بكل ما تعنيه الكلمة. فوز الجزيرة بتلك الجائزة لا يشكل مصدر فخر للمعنيين بأمرها وحسب، بل هي تعني لنا اليوم كسعوديين الشيء الكثير، خصوصاً بعد أن أصبحنا معنيين بها أكثر من أي وقت مضى، لاسيما بعد دخولها السوق السعودية إثر حصولها على حق نقل المسابقات الكروية فيها، ثم لاحقاً بعد استحواذها على القنوات الرياضية لشبكة راديو وتلفزيون العرب "art" وهي المالكة لحقوق نقل المسابقات الكروية السعودية. لا جدل أن دخول الجزيرة السوق الرياضية السعودية كان حدثاً مهماً، بل ومنتظراً منذ زمن؛ باعتبارها فرس رهان لإنجاح أي حدث رياضي مهما كان حجمه، ويكفي ما تفعله اليوم في نقلها لمعظم الدوريات والبطولات الكبرى في العالم، ولذلك فإن آمالنا معها كبيرة، وتطلعاتنا بوجودها بعيدة بأن تحدث نقلة إعلامية نوعية للدوري السعودي يتجاوز من خلالها المشهدين المحلي والعربي ليكون حاضراً في المشهد العالمي، ولا أحد قادر على ذلك غير الجزيرة التي باتت صانعة للحدث العالمي وليست ناقلة له وحسب. وطبيعي أن ينعكس دخول الجزيرة في السوق الرياضية السعودية على كثير من الأمور فيها، يتجاوز مجرد النقل التلفزيوني، لاسيما على صعيد توسيع القاعدة الاستثمارية، إن في الدوري خصوصاً، أو في أنديته بشكل عام، وما يترتب على ذلك من فرص كثيرة على غير صعيد، وعلى ضوء ذلك ينبغي أن توفر للجزيرة ولغيرها من الراغبين في حق النقل والاستثمار بكافة أنواعه في الرياضة السعودية عموماً خيارات أكثر ومساحات أرحب للتحرك بحرية، دون أن يتم فرض قيود لا معنى لها سوى التكريس لمبدأ البيروقراطية الذي قوض ولا زال يقوض انطلاقة رياضاتنا نحو التطور بالشكل الذي يتوافق وقيمتها الفعلية. إن المتابع لتطور حركة النقل التلفزيوني لمباريات المسابقات الكروية السعودية يرى أن ثمة قفزة عملاقة حدثت خلال العقد الأخير، فبعد أن كانت قيمة نقل المباراة الواحدة في التلفزيون السعودي لا تتجاوز 12 ألف ريال، بلغت بعد ذلك قيمة حقوق النقل 10 ملايين ريال في الموسم الواحد، وذلك بعيد بيعها لقنوات (أوربت)، وذلك في النصف الأول من العقد الماضي، ليتضاعف المبلغ في النصف الثاني أضعافاً مضاعفة مع دخول (art) على خط المنافسة، إذ تجاوزت قيمة الدوري السعودي 120 مليون ريال في الموسم الواحد، هذا على الرغم من تأكيد بعض الاقتصاديين على أن قيمتها تفوق ذلك بكثير، وهذا ما يعني وجود خلل في مكان ما. وفي ظل الاحترافية المرتقبة على صعيد النقل التلفزيوني المرتقب مع الجزيرة بات حرياً بأن تتواكب هذه الاحترافية، مع احترافية أخرى مماثلة من قبل المؤسسة الرياضية، بدءا من عملية بيع الحقوق، مرورا بكل مفاصل العمل الرياضي، حتى تكون رياضاتنا-بالفعل- في مستوى الحدث.