أكد الباحث في شؤون الأسرى عبدالناصر فروانة أن قوات الاحتلال ارتكبت بحق المعتقلين خلال أيام وأسابيع الحرب على غزة، كل ما يوصف في المواثيق والأعراف الدولية على أنه "انتهاكات فظة وجسيمة، بل وجرائم حرب تستدعي محاكمة مرتكبيها". جاء ذلك في تقرير اصدره الباحث فروانة حول الاعتقالات التي شنها جيش الاحتلال خلال حربها الهمجية على قطاع غزة، قبل عام من اليوم، حيث اشار الى اعتقال نحو الف مواطن فلسطيني بينهم نساء واطفال، مرضى وجرحى وشيوخ، في ظروف مختلفة ومتباينة، واستخدام المئات منهم بشكل فردي وجماعي كدروع بشرية. واشار الى ان اسرائيل اعلنت ومنذ البداية انها ستتعامل مع كل معتقل باعتباره "مقاتلا غير شرعي"، ما حرمهم من حقوقهم الأساسية المتعارف عليها وفقا لاتفاقيات جنيف، ورفضت التعاون مع السلطة الفلسطينية والصليب الاحمر وغيرها من المؤسسات الحقوقية في الكشف عن اعدادهم واسمائهم وغير ذلك. وقال فروانة ان المئات أطلق سراحهم وسمح لهم بالعودة إلى داخل القطاع بعد اخضاعهم للاستجواب، فيما نقل نحو 200 معتقل إلى أماكن احتجاز خارج حدود القطاع غزة في معسكرات عسكرية خاصة بالجيش تعرضوا فيها للتعذيب والتحقيق لعدة ايام، قبل ان يتم الزج بالعشرات إلى سجون ومعتقلات معروفة كالنقب وبئر السبع وعسقلان، وقد صدر بحق البعض احكام مختلفة ولا يزال نحو 20 أسير منهم في سجون الاحتلال. واضاف فروانة ان قوات الاحتلال لم تكتف بالاعتقالات وسلب حقوقهم بل هناك شهادات وروايات كثيرة تفيد بأن قوات الاحتلال مارست سياسة القتل العمد والإعدام الميداني لبعض المواطنين العزل بعد اعتقالهم والسيطرة عليهم، بشكل فردي وجماعي. واشار الى أن العشرات من المواطنين الغزيين مازالوا في عداد المفقودين، ويجهل مصيرهم. ويخشى بأن تكون قوات الاحتلال أعدمت بعضهم خلال الحرب ودفنت جثامينهم في مناطق القتال دون التمكن من انتشالها حتى اللحظة، لافتا الى اعدام عائلات بأكملها بعد هدم البيوت فوق رؤوس من فيها رغم سماع صرخاتهم ونداءاتهم. وجاء في التقرير ايضا :"ان شهادات كثيرة أكدت بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعاملت بقسوة أثناء الحرب مع الجرحى والمصابين وحتى المرضى. فهي لم تكتف بتركهم ينزفون وعدم تقديم الإسعافات لهم، بل استخدمتهم دروعا بشرية ولم تسمح لطواقم الإسعاف الفلسطينية بالوصول إليهم، ما أدى لوفاة بعضهم. وأعرب فروانة عن استهجانه من التحرك الدولي (الخجول)، وصمت المجتمع الدولي ومؤسساته تجاه ما ارتكب بحق الأسرى والمعتقلين، وعدم تحركه الجدي والفاعل لملاحقة مقترفي تلك الجرائم من قيادات الاحتلال بالرغم من مرور عام على الحرب.