لم يكن التصريح الناري الذي أطلقه رئيس الشباب ذا أهمية كبرى لو وجد آذاناً تعي المغزى الرئيس الذي من أجله تحدث خالد البلطان.. فحديث الرئيس الشبابي جاء مطابقاً للواقع الذي تعيشه أغلب الأندية المشاركة في دوري زين السعودي للمحترفين.. ولإيصال الفكرة أكثر فجل الأندية وقبل بداية الموسم تفكر في المنافسة وتعمل لأجلها بل وتبني أحلاماً من ذهب حتى يخيل لجماهير تلك الأندية أنها فعلاً باتت على بعد خطوات لإحراز الألقاب التي طال انتظارها.. ولكن عندما تبدأ المنافسة وينكشف الغطاء مع الجولة الرابعة أو الخامسة تبدأ الأحلام بالتبخر سريعاً بناءً على المعطيات المتوافرة والخامات الموجودة لدى كل ناد كان حلمه البطولة وسرعان ماتتبدل القناعات وتتغير الطموحات إلى مرتبة ومستوى أقل من السابق ومع مرور الجولات يزداد تغير الطموحات وهكذا حتى نهاية الموسم، وعلى ضوء ذلك الواقع لابد أن نشير هنا إلى أن فرق الدوري تنقسم إلى أربعة أقسام كل قسم يبحث عن هدف محدد، ففرق القسم الأول لاهدف لها سوى البطولة وهي في الغالب لاتخرج عن ثلاثة أندية، بينما فرق القسم الثاني والثالث فتبحث في البداية عن اللقب ولكن واقعها ليس مهيأ لأن يحمل روح البطل المتوج بدرع الدوري فتبدأ بالبحث عن المركز الذي يؤهل للمشاركة في دوري أبطال آسيا وهو على ضوء المنافسة المشتعلة في القسم الأول ليس هناك مكان شاغر إلا لفريق رابع وأخير ليكون المقعد الذي تنشده الفرق من الرابع وحتى التاسع،، وفي الغالب تكون المنافسة في هذه الحالة بين فريقين أو ثلاثة.. ولكن قبل نهاية الماراتون ينعزل أصحاب القسم الثالث لينضموا للقسم الرابع مشعلين المنافسة في الجولات الأخيرة مابين طموح الحصول على المراكز المؤهلة لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال والابتعاد عن شبح الهبوط والذي عادة ما يكون بين ثلاثة أو أربعة فرق تتنافس على الهروب من قاع الدوري.. بعد كل هذا التفصيل الذي ورد أعلاه تتضح الحقيقة التي أشار إليها الرئيس الشبابي دون المساس بمكانة الفرق لا من حيث الجماهير أو البطولات.. فبطولات الدوري في السنوات ليست الست الماضية فقط بل خلال الخمسة عشر عاماً الأخيرة لم تخرج عن الاتحاد والهلال والشباب.