بعد أن أمضى ثماني وعشرين سنة في السجن، حكم قاض في ولاية أريزونا ببراءة رجل من تهمة اغتصاب وقعت في واشنطن قبل 28 عاما لطالبة تبلغ من العمر 21 سنة في جامعة جورجتاون العريقة. الشاهد الوحيد الذي أنقذ هذا الرجل، ويدعى دونالد يوجين غيتس، وهو أميركي من اصل افريقي يبلغ من العمر 58 عاما الآن، هو الحمض النووي (دي إن أيه) وكانت محكمة في واشنطن قد دانت غيتس بناء على شهادة محلل طب شرعي في مكتب التحقيقات الفدرالي تبين لاحقا أن أبحاثه وتحليلاته لم تكن دقيقة. ولكن غيتس مع ذلك، ولعدم توفر محام خاص محترف لمساعدته، ظل وراء القضبان كل هذه الفترة. غير أن محامية جديدة من مكتب المحامي العام في واشنطن العاصمة من الذين تولوا الدفاع عن غيتس في قضيته تمكنت من ترتيب إجراء تحليلات "دي إن أيه" جديدة وأثبتت الفحوصات عدم مطابقتها لعينة "الدي إن أيه" الخاصة بالشخص مرتكب الجناية، وحصلت بناء على ذلك على أمر من القاضي نفسه الذي كان حكم على غيتس بالسجن لمدة 20 عاما إلى مدى الحياة بإطلاق سراحه. وبهذا يكون غيتس أول مواطن من العاصمة واشنطن تتم تبرئته بواسطة فحوصات "الدي إن أيه" من جريمة لم يرتكبها، حتى وإن كان أمضى جل حياته في السجن وهو يدفع ثمنها. وسيحصل غيتس على تعويضات من الحكومة الفدرالية تبلغ عادة مبلغ 50,000 دولار عن كل سنة قضاها في السجن. إضافة إلى ذلك، يقول محاميه إنه سيرفع قضية ضد حكومة العاصمة واشنطن مطالبا بتعويضات إضافية لموكله. أما غيتس نفسه، فاكتفى بالقول حين سئل عن شعوره بعد أن وجد نفسه خارج جدران السجن لأول مرة منذ 28 عاما: "أشعر بإحساس رهيب. أريد أن أذهب وانضم إلى عائلتي التي تقيم في ولاية أوهايو الآن." وكان غيتس قد منح حين أطلق سراحه من السجن قبل أن تعرف عائلته بهذا التطور الجديد مبلغ 75 دولارا وتذكرة باص تكفيه للوصول إلى ولاية أوهايو حيث تقيم الأسرة. هذا هو كل ما يملكه الآن من هذه الدنيا.