شكل موسم حج هذا العام نقلة حضارية أسعدت كافة ضيوف الرحمن تمثلت في تيسير أداء مناسكهم على الوجه الذي ينشدونه. وشملت المنجزات التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله المشاريع التنموية في توسعة الحرمين الشريفين والمناطق المحيطة بهما وجسر الجمرات، الذي تعده الكثير من المؤسسات من ضمن عجائب المعمار والبناء في حضارتنا الإسلامية. ويقيني أن الدولة وهي تحتضن هذه المكتسبات والمقدرات في خدمة الأمة، لهي جديرة بان تكون رائدة العمل الإسلامي وربان سفينته، كما أنها بهذا الميراث العظيم تقدم للعالم أجمع حضارتنا الإسلامية في أبهى صورها وأجل مكانتها. وتبذل خلف كل منجز جهودا كبيرة لإبرازه وتقديمه بصورة مثالية وواقعية، وأعني هنا الإعلام الذي يقف في قلب الحدث ناقلا حقيقيا لما يتم على أرض الواقع، ويحتاج العطاء الإنساني والتنظيمي أو القانوني لهذا الوسيط الإعلامي لإشاعته بين الناس، وهذه الأمانة والمسئولية على وجه التحديد حملتها مؤسسة عملاقة هي صحيفة "الرياض"، الراعي الإعلامي للجوازات في موسم الحج، وللعام الثالث على التوالي قامت بتخصيص جزء من طاقتها الإبداعية وكادرها المهني لتقديم صورة حضارية وإنسانية لجهود رجال الجوازات في كافة مواقع العمل من منافذ دولية وميدانية، وشهدت على الإنجاز المتمثل في تسهيل دخول ضيوف الرحمن في وقت قياسي، مع إبراز قيمة العمل الذي يقدم في مختلف المجالات، وهذا بالطبع يستوجب منا لقاء هذا التميز وهذا الجهد أن نشكر ونقدر هذه المؤسسة والعاملين بها، وأخص بالذكر أخي الأستاذ تركي السديري رئيس التحرير والأمين على هذه المهنة ومعاونيه في إدارة التحرير والمشرفين على أعمال الحج ونشاطاته في الصحيفة العملاقة "الرياض". إنني عندما أتحدث عن منجزاتنا الحضارية ومكتسباتنا الإعلامية فذلك يعكس اهتمام قيادتنا الرشيدة بشبابها وتوفير إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، وهذا ما أكده سمو سيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في حديثه عن موسم حج هذا العام، وتسخير كافة الإمكانات المادية والطاقات البشرية حتى يتمكن الجميع من أداء هذه الشعائر في ظل الأمن والاطمئنان، وأن يعود هؤلاء الضيوف الى أوطانهم سالمين غانمين محملين مشاعر الوفاء والعرفان لهذه البلاد وقادتها وأهلها، وسوف يدرك الجميع بأن هذه المسئولية أمانة في أيد أمينة. حفظ الله لهذه البلاد قيادتها الواعية والساهرة على امن هذا الوطن واستقراره، وتهنئة مملوءة بمشاعر الفرح والوفاء بعودة ولي العهد الأمين إلى ارض الوطن محاطا بمشاعر الحب بعد أن من الله عليه وألبسه ثوب الصحة والعافية. دمت للعزة والكرامة يا وطن الأمجاد ودامت لك عيونا آمنة وقلوبا مطمئنة وأيادي للعطاء باذلة دون كلل أو ملل. * مدير عام الجوازات