كنا إلى وقت قريب نتوسم في بعض الإعلام العربي والإسلامي على أقل تقدير الإنصاف لا غير لا غير للجهود التي تبذلها الدولة في خدمة ضيوف الرحمن، وما يقدمه أبناء هذا الوطن من تضحيات وحسن استقبال وتلبية لنداء الواجب ما هو إلا شعار العاملين منذ توحيد هذه البلاد. والحج هو الركن الأوحد الذي تفرد بالزمان والمكان عما سواه من بقية أركان الإسلام، مما يعني هذه الأهمية القصوى لهذه الشعيرة وكلنا يدرك أن هذه البقعة من الأرض تحتاج إلى كثير من البذل والعطاء والجهد المتواصل لخدمة ضيوف البلاد من أقطار شتى ولغات متنوعة وثقافات مختلفة، في بعضها يصل الوعي إلى حد البلوغ وفي البعض الآخر تنعدم هذه الدرجة. ومع تراكم هذه الخبرات التي اكتسبتها أجهزة الدولة أمنية وخدمية أصبح الحج أعظم مناسبة في تاريخ الأمة الإسلامية حيث تجتمع هذه الحشود وتلك الملايين على صعيد واحد وحركة واحدة. الأمر الذي يستوجب الدقة في التخطيط والرؤية المتكاملة في الاستراتيجية الميدانية. وهذا ما تحقق في حج هذا العام الذي حمل شعاراً للنجاح والتفوق والإنصاف الذي افتقدناه لسنوات طويلة من أفواه وأقلام اعتادت على الإساءة تارة والسلبية تارة أخرى، لكننا سرعان ما تبددت تلك الكلمات والمقالات والنعوتات أمام واقع الحال الذي نقلته عدسات التلفزة والصحافة والإذاعة والإنترنت إلى كل أقطار العالم لحظة بلحظة دون أن تكتسي هذه الجهود بأي صور للمديح أو المبالغة التي لا نقبلها نحن هنا في المملكة العربية السعودية. لقد أضحت صور التعامل الحضاري والتخطيط الواعي المتخصص ومن ذوي الخبرة أنموذجاً لرؤية العمل ودقة التنفيذ، فكانت أصوات العدل والإنصاف من كل مكان في العالم تشهد وتؤكد هذا النجاح الذي حققته كافة أجهزة الدولة من هيئات ومؤسسات وقطاع خاص وخدمات في كافة المجالات وتوفير للغذاء والدواء والكساء والتفرغ التام لهذه العبادة دون الاشتغال لما سواها من متاع الدنيا. لقد تشرفت بزيارة ورصد العمل إعلامياً في جميع منافذنا الدولية (براً وبحراً وجواً) من شمال البلاد إلى نوبها ومن شرقها إلى غربها في متابعة لجهود أبنائنا وهم يستقبلون ضيوف البلاد بالتحية والمحبة والابتسامة، وكلهم صورة حضارية تعكس واقعنا المشرق وترسم ملامح المستقبل. وعندها التقيت العشرات من ضيوف الرحمن ومن مختلف الجنسيات واللغات وكلهم مدهوش لهذه النقلة الحضارية في كل ما لمسته أيديهم وأبصرته عيونهم وأحست به مشاعرهم، رغم معاناة سفرهم خاصة أولئك الذين قطعوا آلاف الأميال حتى وصلوا إلى هذه البلاد الطاهرة لأداء هذه النسك في أجواء شهدوا بأنها آمنة مطمئنة نادراً ما تتحقق في مواقع أقل كثافة وأوسع مكاناً وزماناً. إنها شهادة الإنصاف أتت طواعية ولم يكن أحد من أبناء هذا الوطن ينتظر غير القبول من الله أولاً وآخراً ثم عكس النموذج المثالي لمن يخدم ضيوف الرحمن. بطاقات إنصاف وتقدير - الزملاء في قناة الإخبارية على جهودهم ومتابعتهم وتغطيتهم لكل فعاليات هذا الموسم. - (الجوازات في خدمتهم) و(الصورة تتكلم) التي نقلت جهود الجوازات في المنافذ الدولية ومداخل المشاعر المقدسة خير دليل، إنها حقاً بطاقة إنصاف للعمل المهني. - الزملاء في صحيفة "الرياض"، هذه الروية في إيصال الرسالة الإعلامية بشكل توعوي وتخصيص صفحات أسبوعية لأنظمة وتعليمات وجهود الجوازات ميدانياً صورة أخرى تؤكد بأن الإعلام كان وسيظل شريكاً فاعلاً في جهودنا الأمنية. - الزملاء: العقيد عبدالرحمن العجلان، العقيد عبدالله الحارثي، المقدم سعد الزايدي، الرائد منصور الناصر والزميل فهد اللويحق. جهودكم الإإعلامية لرسم صورة رجل الأمن شهادة نجاح أخرى في مفهوم الإعلام الأمني والأمن الإعلامي، الذي ننشده في تحقيق هذه المعادلة. وتبقى كلمة حق لا تقبل المزايدة، اللواء سالم البليهد (مدير عام الجوازات) يحق لك أن تباهي وتفخر أنك من شارك وأسهم في صناعة هؤلاء النجوم أبناء الجوازات في خدمة ضيوف الرحمن. @ المستشار الإعلامي بالمديرية العامة للجوازات