أتجعل فيها من يفسد فيها تعاني الأرض في أكثر من ناحية من التلوث المناخي. قال تعالى: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" الروم 41 والآية تكاد تلخص ماحل بالأرض من كوارث متزايدة لايبدو لها نهاية، بل تبدو وكأنها نزلت للتو لتصف ماحل بالأرض من مصائب بما كسبت أيدي الناس. وهذا يعيدنا للحظة خلق آدم إذ استنكر الملائكة أن يخص الله آدم وذريته بالخلافة في الأرض من دون الملائكة: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ" البقرة 30 هذه الآية كانت السبب في إسلام البروفيسور جفري لانغ Jeffery Lang أستاذ الرياضيات في "جامعة كانساس" أما الفساد فلا ينحصر في معناه الديني "المعاصي" فقط بل يتعدى ذلك ليشمل التلوث بكل أنواعه والقتل والحروب والتصحّر...الخ. ولكن هذه الروح العبثية للبشر توأمة لروح أخرى يختص بها البشر"خلفاء الله من دون الخلق" هي روح العلم والمعرفة والبناء. من هنا تأتي قمم الأرض المتلاحقة التي تحاول أن تجد حلولا لنتائج الفساد الذي لحق بالأرض. أتمنى أن تقوم جامعة الملك عبدالله بإنشاء كرسي بحث يحمل اسم أمّنا الأرض "Mother earth" تكون مهمته محصورة في أبحاث التلوث والأثر الحراري ونضوب المياه. يجب أن لاينحصر دورنا في الدور المتفرج حتى وإن كنا لم نساهم في تلويث الأرض لأننا قد نكون من ضحايا الاحتباس الحراري والتلوث البيئي والتصحر ونضوب المياه. " أين ذاك النجم بعد الانفجار؟..كيف صار؟ صار أجزاءً كثيرةْ..صار أرضاً في مدارْ حل فيها آدمُ الأولُ.. صارت منتهاهْ حيث مولاه نفاهْ بعد هاتيك الجنانْ أخفقا في الامتحانْ فاتبعي حواءُ آدمْ..وهو نادم... واملأوا الأرض عماراً..أو دمارْ أو مزيجاً من عمارٍ ودمارْ فلكم فيها الخيار.."* *مقطع من قصيدة شهادة الأرض للكاتب