في عصرنا الحاضر انتشر الفساد بشكل كبير وفي المجتمعات العالمية والعربية وقد يكون القضاء على الفساد من اكبر المشاكل التي تواجهنا في حياتنا اليومية ولكن قد ينظر شخص ما من وجهة نظرة هل يكون القضاء على الفساد بتغير رئيس أو مسئول هي الطريقة المثلى و هذا غير صحيح ولا يوافقه عاقل أو مجنون كيف نغير رئيس او مسئول ونترك الأفراد الصغار يلعبون على كيفهم دون رقيب او حسيب قبل فترة قرءنا وسمعنا مشاكل تتحدث عن الفساد وتم محاسبتهم ولكن هناك أفراد معهم قد يكون هم المساعدين على الفساد لم يتم محاسبتهم وهم مازالوا يلعبون على كيفهم ويمرحون دون رقيب او حسيب وقد ينظر احد من وجهة نظرة إذا كانت لدينا شركة وفيها مدير الشركة والسكرتير وبقية الموظفين وتم محاسبة المدير وفصل المدير من الشركة واخذ جزاءه لكن بقي هناك الأفراد الصغار يلعبون ويمرحون دون رقيب او حسيب فلماذا لا يتم محاسبتهم جميعا من المدير إلى اصغر موظف في الشركة حتى يتم القضاء على الفساد من جذوره ونجتثه من المجتمع ان ظاهره الفساد الإداري والمالي من الظواهر الخطيرة التي تواجه البلدان وعلى الأخص الدول النامية حيث أخذت تنخر في جسم مجتمعاتها بدأت بالأمن وما تبعه من شلل في عملي البناء والتنمية الاقتصادية والتي تنطوي على تدمير الاقتصاد والقدرة المالية والإدارية وبالتالي عجز الدولة على مواجهة تحديات أعمار أو إعادة أعمار وبناء البنى التحتيه اللازمة لنموها . لقد تناول القرآن جانب الفساد, وتعددة الآيات التي تذكر لفظ الفساد , أن الانطباع الأول الذي تبادر عند الملائكة حينما خلق الله آدم , وأخبرهم أنه جاعل في الأرض خليفة كان استفهاما استغرابيا عن إنشاء هذا المخلوق الجديد , وذلك بقولهم : { قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء } , ومعنى ذلك بأن الأرض كانت مكانا يسوده الاطمئنان والسلام والهدوء لا فساد فيها ولا خراب ولا تجاوز ولا تعدٍ حتى كان هذا المخلوق المكرّم عند الله هو مبدأ الفساد وسفك الدماء , وكان الرد الرباني على هذا الاستغراب الملائكي : { قال إني أعلم ما لا تعلمون }, إشارة إلى سر في هذا المخلوق وحكمه في وجوده على الأرض وطبيعته ومسيرته وتكامله فيها , ولعل في الجواب الإلهي للملائكة إقرارا بهذا الجانب في الظاهرة الإنسانية وكأن الفساد وسفك الدماء ملازمان لطبيعة الإنسان بما يملكه من قدرة على الاختيار والإرادة والتجاوز : { إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا . ومما سبق نخرج بحقيقة أن الفساد ظاهرة إنسانية تحكمها قوانين الإنسان فردا ومجتمعا , وأن ما يقابل هذه الظاهرة هو الصلاح والإصلاح وأن حركة التضاد الموجودة بين هاتين الظاهرتين هي من العوامل التي تحكم مسيرة الأمم على الأرض ومن ثم تحكم مسيرة الإنسان ونهاية الأرض : { ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون } 1