بعد أيام من الجريمة التي أشغلت الإعلام الأمريكي، كشفت التحقيقات عن الكثير من المعلومات الجديدة التي سلطت الضوء على جوانب خفية من الجريمة والأيام التي سبقتها. حيث كشف مسؤولون في جامعة بينغهامتون أن طالب الدراسات العليا عبدالسلام الزهراني -46 عاماً-كان يتصرف بصورة عنيفة قبل ثلاثة أيام من قتله أستاذه الجامعي ريتشارد أنطون -77 عاماً-. ولا يزال الزهراني محتجزا دون الإفراج عنه بكفالة بعد أن وجهت له تهمة القتل العمد من الدرجة الثانية في وفاة البروفيسور انطون الذي عثر عليه مقتولاً في مكتبه بالحرم الجامعي يوم الجمعة. وكانت صحيفة صن بولتين الصادرة في بينغهامتون قد ذكرت بأن الزهراني وصف بأنه"يائس" من قبل أحد الأساتذة قبل دقائق فقط من وقوع الجريمة. وذكرت الصحيفة أن البروفيسور جوشوا برايس المشرف على برنامج الدراسات الفلسفية والتفسير والثقافة في الجامعة أبدى اهتماماً وقلقاً من تهديدات الزهراني لرفيقه في السكن الطالب السنغالي سليماني ساخو. وقال سليماني ساخو إن الزهراني هدده بسكين خلال الأسابيع الثلاثة التي تقاسم معه السكن في شقة مع طالب ثالث. وأضاف ساخو بأن الزهراني تحدث عن مشاكل مالية وكان يذكر الموت مراراً وتكراراً واشتكى من تعرضه للمضايقة والاضطهاد لأنه مسلم "كان يتصرف بطريقة غريبة، مثل الإرهابي. عندما أخبرتهم بذلك كان ينبغي عليهم أن يدركوا أن الرجل عنيف أو ربما كان عنيفاً". وأشار ساخو إلى أنه أخبر مستشاره الأكاديمي الذي يشرف على بحثه وتحدث معه بخصوص الزهراني وأن المستشار أحاله إلى المركز الاستشاري بالجامعة. وأضاف ساخو قائلاً إن رئيس المركز أخبره أن يتفادى التواصل مع الزهراني أو الاحتكاك به وأمره بأن يفكر في مغادرة الشقة. هذا وقد امتنع متحدث باسم الجامعة عن التعليق على ما نما إلى علم مسؤولي الجامعة من قبل ساخو عن سلوك الزهراني؛ حيث أشار المتحدث إلى أن التحقيقات لا تزال جارية من قبل المدعي العام في مقاطعة بروم. أما المدعي العام بالمقاطعة، جيرالد مولن، فقد امتنع هو الآخر عن مناقشة العديد من التفاصيل في القضية خلال مكالمة هاتفية مكتفياً فقط بالقول إن تشريحاً لجثة الدكتور أنطون أثبت أنه مات نتيجة إصابات متعددة ناجمة عن طعنات. وأردف مولن قائلاً: "ليس هنالك تفاصيل وسوف لن نقوم بتقديم معلومات بين لحظة وأخرى عن كل تطور". يشار إلى أنه تم استدعاء الشرطة قبل حوالي عشرة أيام إلى الشقة المكونة من ثلاث غرف نوم وفقاً لما أورده ساخو الذي أفاد بأنه ضاق ذرعاً من أسئلة الزهراني المتكررة التي كان يوجهها إليه عما إذا كان خائفاً من الموت فأخبره بأن يتوقف عن طرح الأسئلة. وفي وقت متأخر من تلك الليلة تحدث ساخو إلى زميلهما الآخر في الشقة، لويس بينا وهو أيضاً طالب دراسات عليا، حيث قال إنه "لم يعد يطيق الوضع". وقد سمعهما الزهراني فخرج من غرفته واتهم ساخو بتهديده وفقاً لما أورده ساخو في جلسة سماع انعقدت في هذا الصدد. وتحدث ساخو متذكراً ما دار في ذلك الحوار فقال: " لست من النوع الذي يطلق التهديدات لأني شخص مسالم. فقط أود منك أن تتوقف عما تقوم به." وذكر ساخو أن الزهراني أقدم بعد ذلك على استدعاء الشرطة التي وصلت إلى الشقة بعد عدة دقائق. أما الدكتور أنطون، وهو أستاذ أنثروبولوجيا مهتم بالدراسات الإسلامية والشرق أوسطية، فقد تقاعد عام 1999م ليصبح أستاذاً شرفياً في جامعة بينغهامتون والتي تعد بمثابة واسطة العقد في منظومة التعليم الجامعي بولاية نيويورك. وقد ظل يشرف على العديد من الطلاب الذين يدرسون للحصول على درجة الماجستير ودرجة الدكتوراه حيث دأب على الحضور إلى مكتبه يومياً وفقاً لما ذكرته نينا فيرساجي أستاذة الأنثروبولوجيا التي يوجد مكتبها على مقربة من مكتب الدكتور أنطون.