حمل عقاريون عين العزيزية و"الأوقاف" مسؤولية كارثة سيول جدة التي اجتاحت أحياء قويزة والمنتزهات وكيلو 14 وكيلو 10 والحرازات، مشيرين إلى أن إدارة العين ادعت ملكيتها لتلك الأراضي وبالتالي منحت صكوك ملكية لها بعد بيعها على المواطنين. واقترحوا إزالة جميع الأحياء التي تقع في الأودية ومنها حي قويزة ومخطط عبيد وبعض الأحياء الأخرى وتعويض سكانها بأراض في مواقع أخرى ومنحهم قروضا مالية للبناء. وقال المستشار العقاري ورئيس لجنة التثمين السابق في غرفة جدة عبدالله سعد الأحمري إن المواطنين أصبحوا يتملكون تلك الأراضي بصكوك شرعية رغم وقوعها في أودية ومجرى سيول، بالإضافة إلى توجه بعض المواطنين إلى المحكمة لاستخراج حجج استحكام على أراض لهم قاموا بإحيائها شرعيا في تلك المناطق، حيث خاطبت المحكمة الجهات المعنية لتسجيل أي اعتراضات على تلك الاستحكامات، ومنها "الأوقاف" التي لم تعترض على وجود تلك الأراضي في بطون أودية، كما أن موقف أمانة جدة تجاه هذه الأراضي كان سلبيا ولم توضح للمحكمة أن تلك الأراضي تعود إلى الدولة وأنها موجودة في بطون أودية وأنها ترفض منحها حجج استحكام، لذلك لم تنظر المحكمة إلى ردود الأمانة السلبية التي لم توضح مشكلات تلك الأراضي بالتفصيل، مما أوجد الكثير من حجج الاستحكام على الأراضي في تلك المناطق. وأشار المستشار العقاري إلى أن الأحياء المتضررة من السيول ليست عشوائية كما ادعى بعض مسؤولي أمانة جدة، فأصحابها يملكون صكوك تملك لمنازلهم وتتوفر فيها جميع الخدمات من الإنارة والزفلتة والخدمات الهاتفية، وبعض الأحياء المتضررة عبارة عن مخططات متعمدة من الأمانة مثل حي العدل ومخطط الواحة ومشروع الأمير فواز الجنوبي، بالإضافة إلى جامعة الملك عبدالعزيز التي تضررت بشكل كبير من السيول لوقوعها في بطن واد، فهي امتداد لحي قويزة من الجهة الغربية، مشيرا إلى أن جدة تحتوي على عدة أودية تبدأ من كوبري الكراع شمالا وتنتهي بالخمرة جنوبا وجميعها تصب في البحر الأحمر، وبعض هذه السيول تم تحويل مساراتها بسبب البناء فيها، كما أن أمانة جدة لم تقم بإنشاء مسارات بديلة لهذه الأودية ولم تقم بإنشاء عبارات لتصريف مياهها. واقترح الأحمري أن تتم إزالة جميع الأحياء التي تقع في بطون أودية ومنها حي قويزة ومخطط عبيد ومشروع الأمير فواز الجنوبي وتعويض المواطنين بأراض في مواقع أخرى ومنحهم قروضا مالية للبناء. من جهته أكد رئيس اللجنة العقارية السابق في غرفة جدة المهندس خالد جمجوم رفضه التام لسد الأودية أو تغيير مساراتها بالبناء فيها وضد العبث في البيئة بصفة عامة مهما كانت الأسباب، مشيرا إلى أن الكارثة التي حدثت بسبب السيول تتحملها عدة جهات وليس أمانة جدة وحدها، وكذلك المجتمع، حيث لا يدرك الكثيرون المخاطر التي تحيط بهم جراء البناء في المواقع الخطرة، فنجد الكثيرين يتجهون إلى الأمانة ويطالبونها بالسماح لهم للبناء في بطون الأودية ويحاولون قدر المستطاع الحصول على التراخيص بكل وسيلة، دون الاهتمام بالعواقب. واعتبر جمجوم أن عدم تطبيق الأنظمة والقوانين بصرامة وقوة أحد أسباب كارثة سيول جدة، حيث نجد الكثير من الجهات تتعاطف مع المواطنين خاصة الراغبين في الحصول على منازل ولا يملكون مبالغ مالية كبيرة، فتغض الطرف عنهم إذا رغبوا البناء في مواقع خطرة. وأشار جمجوم إلى أن معظم أحياء شرق الخط السريع تقع في بطون أودية، وهناك أحياء وشوارع تجارية كبيرة ومعروفة غرب الخط السريع تقع في مجرى أودية ومنها شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية سابقا).