عبرت أسرة الشهيد حسين جبران محمد العزي المالكي عن عظيم امتنانهم وتقديرهم بتعزية خادم الحرمين الشريفين لهم في استشهاد ابنهم في سبيل الدفاع عن الوطن وقال والد الشهيد جبران محمد العزي" احمد الله أن ولدي مات في ميدان الشرف والكرامة وأسال الله تعالي الشهادة لي ولباقي أبنائي والحمد لله على قضائه وقدره ومشاعرنا في هذا العيد مجتمع فيها الفرح والحزن الفرح باستشهاد ولدي حسين في سبيل الدفاع عن وطنه ودينه ومليكه ونفخر ونعتز ونحمد الله أن حسين نطق الشهادة قبل وفاته وأضاف العزي أنه شاهد ولده في مستشفى صامطة بعد استشهاده وقال لن احزن على ولدي حسين إلا لو كان أسيرا أو توفي في حادث والحزن على فقده وفراقه من بيننا في هذا العيد ولكن ما خفف عنا ورفع من معنوياتنا وكان عيدا لنا هو تعزية والدنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز التي نقلها لنا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان ونحمد الله ونشكره أن من على هذه البلاد وأهلها بقيادة حكيمة مع شعبها كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وبرجال يبذلون دماءهم رخيصة في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار هذا الوطن الطاهر . واختلف صوت العم جبران العزي وغلب عليه الحزن وهو يحدثنا عن آخر مكالمة له مع ولده كانت في صبيحة اليوم الذي استشهد في مسائه ردد بعدها العم جبران من نال الشهادة لم يمت . وتحدث العم جبران العزي عن إحدى القصص التي نقلها له احد زملاء ولده حسين أن الشهيد تعطلت عليه سيارته في ساحة المعركة ورفض تركها والعودة مع زملائه مما اضطر زملاؤه لسحبه مع سيارته وعبر العم جبران العزي عن عجزه إعالة أسرة ولده الشهيد حسين مع أسرته الكبيرة بسبب ضيق حاله وعيشه على راتب تقاعدي 1900 ريال وأضاف أن ولده الشهيد حسين كان يساعده في تأمين لقمة العيش لأسرته ويقوم برعايته ووالدته المريضة وناشد العزي خادم الحرمين الشريفين نقل ولده حسن العزي الذي يعمل في القوات المسلحة بتبوك إلى جازان حتى يعينه على رعاية أطفال الشهيد بعد أن تقدم به العمر وتأمين وظيفة لولده احمد جبران الذي لا زال يعوله وأطفاله الثلاثة واشتكى العزي من ضيق حاله ومسكنه الشعبي الذي لا يتسع لأسرته الكبيرة وعدم امتلاكه لسيارة وعدم تحمله مشاوير السيارات لمراجعة المستشفيات وتأمين احتياجات أسرته وقال العم جبران العزي والد الشهيد حسين جبران العزي إن على ولده ديوناً وكان العم جبران العزي صامداً مؤمناً بقضاء الله وقدره يبتسم وهو يحتضن أطفال الشهيد ويحمل ولده الصغير عبدالعزيز عمره سنه ونصف يستقبل ويودع وفود المعزين في ولده الذين لم تعقهم وعورة الطريق المؤدي لمنزله فوق جبل العزة . أما حسن جبران العزي احد أفراد القوات المسلحة في تبوك شقيق الشهيد فقال: كلنا فداء للوطن ورحم الله أخي حسين الذي استشهد وهو يدافع عن هذا الوطن ورفع شكره وجميع أسرته لمقام خادم الحرمين الشريفين على مواساته وتعازيه لأسرته في استشهاد شقيقه كما شكر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان على تعازيه وأضاف: لقد علمت بإصابة شقيقي وأنا في تبوك عصر يوم الاثنين وتوجهت براً إلى جازان وعند منتصف الليل وأنا في طريقي وصلني خبر استشهاد شقيقي من شخص كلفته بتقصي الخبر وكان والدي في تلك الليلة قد توجه من بني مع احد أخوتي إلى مستشفى صامطه عند سماع خبر إصابة حسين ورغم انه قد وصلني خبر استشهاد حسين قبل وصول والدي لمستشفى صامطة إلا أنني لم استطع إخبار والدي حتى تم إخباره في المستشفى. وقال حسن العزي: نحن نفخر بأن حسين نال الشهادة وهو يدافع عن وطنه واستشهد في ميدان المعركة ولا نخفي حزننا عليه فهذا أول عيد يمر عليَّ منذ ثلاثين عاماً من دون حسين رحمه الله وقال إن آخر مرة التقاه فيها كان على عيد الفطر الماضي وأضاف أن حسين التحق بالقوات المسلحة قبل تسع سنوات بخميس مشيط وهو متزوج ولديه ثلاثة أطفال عايشة 6 سنوات وحسن 4 الشهيد العزي سنوات ويحيى سنه ونصف ويبلغ من العمر 29 عاماً وقال الشقيق الأكبر للشهيد العزي: أخي حسين كان طيب القلب لذلك كان الأكثر برا بوالديه والأقرب لقلب أمي التي كانت تفضل السكن معه وكان الشهيد حسين العزي يسكن في بيت مستأجر بخميس مشيط وقد نقل أسرته إلى العزة في جبال بني مالك بعد تكليفه بالمشاركة مع وحدته في الدفاع عن حدود وطننا في جازان. وكان الشهيد حسين العزي يتمتع بسمعه طيبة وبحب واحترام وتقدير كل من عرفه حسب ما اخبرنا به كل من التقيناه من أبناء بني مالك وهذا يفسر الجموع الكبيرة التي تقاطرت على جبل العزة ببني مالك من جميع مناطق المملكة لتقديم واجب العزاء في شهيد الوطن العزي . والدة الشهيد العزي لم تجزع وقالت: لقد نال حسين جزاء بره بي نال الشهادة رحمه الله واسكنه جنات النعيم . أما زوجة الشهيد العزي فقالت: رحم الله حسين كان زوجا حنوناً وأباً لثلاثة أطفال لا ينفكون يسألون عن والدهم الذي كان قد وعدهم بالعيدية وأضافت ام حسن وهي غير مصدقة أنها فقدت زوجها مرددة يعين الله الله المستعان تتساقط دموع ام حسن على أطفالها وهي تحتضنهم وتقول حسبي الله ونعم الوكيل . براءة الأطفال شدت المعزين عايشة وحسن أبناء الشهيد يخبران الجميع أن والدهما في الجنة . هذا وقد شيع أهالي محافظة بني مالك يوم أمس الأول شهيد الواجب العريف حسين جبران محمد المالكي الذي استشهد مساء الاثنين الماضي أثناء المواجهة مع المتسللين في جبل دخان . وقد أدى أبناء بني مالك صلاة الميت على الفقيد بعد صلاة الفجر في المحافظة ونقل جثمانه إلى جبل العزة في بني مالك ووري الثرى هناك . واختلطت مشاعر الحزن لرحيل الفقيد مع مشاعر الفخر والاعتزاز لاستشهاده في ميدان الشرف والكرامة وهو يذود عن ارض الوطن المعطاء . وقال شيخ شمل بني مالك الشيخ يحيى حسين الكبيشي إن بني مالك ودعت احد أبنائها في سبيل الوطن وستقدم كل أبنائها فداء للدين والمليك والوطن