خطط قبل اندلاع المواجهات في الجنوب أن يتزوج في عيد الأضحى، لكنه أجّل كل التزاماته الشخصية استجابة لنداء الواجب والوطن، ليستشهد وهو يدافع عن دينه ووطنه... ذلك هو الشهيد الجندي أول في القوات البحرية عوض حسين الشمراني (28 عاماً) الذي قضى أول من أمس في ساحة المعركة على الحدود الجنوبية بعد تأثره بشظايا أصابته. التقت «الحياة» بعائلة الشهيد الذي فضّل ذووه أن يدفن في ساحة المعركة في جازان بدلاً من العودة به إلى مسقط رأسه سبت العلايا (500 كيلومتر شمال منطقة جازان)، بعد الصلاة على الشهيد التي حضرها أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر، الذي نقل تعازي القيادة إلى والد الشهيد وذويه. يقول والد الشهيد إن الشهيد عوض كان حسن السيرة ومطيعاً لوالديه وعلى خلق رفيع، وكان يستعد لزواجه في إجازة عيد الأضحى، لكن بعد نشوب الحرب فضّل تأجيله، مبيناً في حديثه إلى «الحياة» أنه الأخ الأكبر في العائلة بالنسبة للأولاد ولديه 11 أخ وأخت. ويضيف ونبرات الحزن والأسى والفخر تختصم في صوته: «كم أنا فخور باستشهاد ابني في ساحة المعركة، فالوطن غالٍ على الجميع وكلنا فداء له». من جانبه، يوضح عيدان العلياني (ابن عم الشهيد) وصديقه المقرب، أن روحه كانت مرتفعة وعلى اتصال دائم به قبل استشهاده، مشيراً في حديثه إلى أنه نقل خبر استشهاد الجندي أول عوض إلى والده بعد صلاة المغرب من يوم أمس، وكان قبل أن يبلغه يدعو لابنه أن يعود إليهم بالسلامة.