عيد بني مالك خولان فداء الوطن كنت أرمق خطواته منذ الصغر، أقرأ في عينيه وميض حب جارف للوطن، ينثر الولاء حتى وهو يمارس هوايته كرة القدم مع إخوانه وأقرانه، عبر ترديده : سارعي للمجد والعلياء ... مجدي لخالق السماء ... وبحكم جيرتنا القديمة مع أسرته الكريمة، ومع شقيق الروح الأخ المقدم / فيصل بن عايض البقمي، فقد لمست في بطل مقالتي هذه شدة تعلقه بالعسكرية، وفداء الوطن من خلال تقمصه دور وشخصية الجار المشار إليه، كما كنت أتأمل في تقاسيم وجه والده العم / جبران بن محمد المالكي ، أطيافاً من التقى والنقاء فهو الحريص على تأدية الصلوات جماعة مع أبنائه في مسجد المحافظة الجامع بالداير ، فحاز المجد من طرفيه الدنيا والدين ، ولقد تشرفت بصحبة ومحادثة وملاعبة هذا البطل (حسين) فوجدت فيه براءة السماء ، وطهر النقاء ، وشجاعة العظماء ، في حركته وقار ، وفي سكناته أخبار ، يستحي من الإفصاح عن مكنونه ، ويتحدث عن مراده ببريق عيونه ، وشاءت الأقدار تبعاً لمشيئة الله أن نفترق حيناً من الزمن بالمكان مع بقاء تلاقينا بالوجدان ، حيث أخذت أتسقط أخبار هذا الجار مع أبنائه البررة (علي ، يحيى ، حسين ، حسن و أحمد ..... ) ، وبلغ شعوري حد الرضا وأنا أتلقى خبر انضمام هؤلاء الأشبال الشجعان للجيش العربي السعودي تمشياً مع رغبة كنت لمستها وبخاصة في بطلنا حسين يرحمه الله ومن حين لآخر كنت أقابله فأراه منتصب القامة ، عالي الهامة ، يتهلل إباء وشهامة ، وفي عشية أنصت فيها مسمعي لاتصال أخي العزيز / فيصل بن عايض البقمي ، والذي نما إلي خبر استشهاد (حسين) على جبهة الخوبة ، من أرض جازان ، على حد الوطن ، عبر اعتداء آثم دأب على ممارسته شرذمة الخيانة من أولي زير العداوة الحوثي ، فقضيت لحظات ما بين شعور بالألم على فقده ، وما بين سمادير الفرح بشهادة بطل عرفته ، دفع حياته ثمناً لحب وطنه ، وطاعة قادته ، وحماية مقدساته ، ووجدتني أردد : كلنا في بني مالك حسين فداء الوطن في أعناقنا دين ولاؤنا لله عوننا بالله أرواحنا زناد يلبي لعبدالله نرفع راية التوحيد وإن دعانا الموت اليوم عيد بني مالك جبالها والبيد تفتخر تنجب شهيد لا الحوثي ولا إيران ولا العدو مهما كان لهم على ثرى جيزان ذرة يرضى بها إنسان غير الموت والنيران زاد نلقى به العدوان بنى مجدنا عبدالعزيز بلغنا السماء وقت وجيز يقودنا عبدالله من خلفه سلطان وسمو النائب الثاني سيف يقطع يد الجاني دستورنا شرع الله فخرنا عبر الزمان جيشنا في جو وبر أصلى العدو مس سقر أسطولنا في البحر زمجر من بني مالك إلي كل الشعب ذا العدو هالك قضى بين اللهب وحدودنا أمن وأمان أبطالنا خالد وسلطان أرواحنا سد يقي السعودية موتنا دون الوطن أحلى عيدية فإلى الأمام يا وطن العز والمجد التليد ، وإلى جنة الخلد يا حسين ، مع وفد شهداء الوطن الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله عيدية وطن شهد انبلاج النور ومولد الحق ، رحم الله أبطالنا وألهم ذويهم الصبر والسلوان ، وإنا على العهد ماضون ، لنا إحدى الحسنين ، وكل عام والقيادة والوطن والأمة في خير وسلام .