قال أطباء الجمعة ان خرف الشيخوخة يعد اكبر سبب للعجز بين الكبار في الدول الفقيرة والمشكلة ان تكاليفه بالنسبة للمجتمع سوف تزيد سريعا مع تزايد عمر السكان. ودرس باحثون بريطانيون حالة 15 ألف مسن في سبع دول منخفضة ومتوسطة الدخل ووجدوا ان خرف الشيخوخة وليس العمى خلافا لرأي خبير سابق، هو حتى الان اكبر سبب لاعتلال الصحة بين المسنين. وقالت ريناتا سوزا من معهد الطب النفسي في كينجز كوليدج لندن التي اشرفت على الدراسة ان هذا جاء نقيضا لتقديرات منظمة الصحة العالمية بأن اعتلال الابصار والعمى اكبر المشاكل. وكتبت في دراسة نشرت في دورية لانست "امراض المخ والعقل المزمنة تستحق اخذ أولوية اكبر. "فالى جانب العجز فانها تؤدي الى التبعية وتشكل تحديات مجهدة ومعقدة على المدى الطويل لمقدمي الرعاية الصحية. وتكون التكلفة المجتمعية ضخمة". ورغم عقود من البحث مازال لدى الاطباء اسلحة قليلة فعالة ضد خرف الشيخوخة وهو مرض يضعف المخ ويؤثر على نحو 35 مليون شخص في كل انحاء العالم. والصورة الاكثر شيوعا لخرف الشيخوخة هو الزهايمر ويتوقع الاتحاد الدولي لمرض الزهايمر ان يتضاعف عدد المصابين تقريبا كل 20 عاما - الى 66 مليون في 2030 واكثر من 115 مليونا في2050 حيث تأتي معظم هذه الزيادة في الدول الفقيرة. وبحثت سوزا وزملاؤها حالة 15 الف شخص تبلغ اعمارهم 65 عاما أو اكبر في الصين والهند وكوبا وجمهورية الدومينكان وفنزويلا والمكسيك وبيرو وحسبوا نسبة العجز التي تكون بسبب امراض معينة. ووجدوا انه في مناطق اخرى غير الهند الريفية وفنزويلا ساهم خرف الشيخوخة بأكبر نسبة في العجز بانتشار قدره 25 في المئة. والاسباب الاخرى للعجز الجلطات واعتلال احد الاطراف والتهاب المفاصل والاكتئاب وكذلك مشاكل الرؤية وهي مسؤولة عن نحو سبعة في المئة. كما وجدت الدراسة ان عوامل مرتبطة بأمراض مزمنة مثل امراض القلب والسكري مسؤولة عن نحو ثلثي العجز. وهناك دراسات قليلة عن العجز بين المسنين في الدول الفقيرة لكن الباحثين قالوا ان عمل مثل هذا سيكون مهما بشكل متزايد مع زيادة اعمار السكان. وقالوا ان عدد الاشخاص المسنين يتزايدون سريعا بشكل خاص في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط ويتوقع ان يرتفع من 490 مليونا الى 1.6 مليار بين 2010 و 2050.