مجموعة قصائد الشاعرة البحرينية وضحى المسجّن وعنونها "بيكيا عشاق" جاءت في قسمين وفي محتويات كل منهما تشابه في النفس الشعري لكنهما يختلفان في مجالات أخرى. الغالب على قصائد وضحى المسجن عامة هو ثراء بالمجردات تنسج منها الشاعرة صورا متقنة وفيها غرابة مستساغة غالبا لكن قسما منها يبدو شبيها بزهور ونباتات جميلة وإن كنا نشعر -مع إنها مرسومة بتميز وبأناقة- بأنها تذكرنا بزهور ونباتات اصطناعية. إنها جميلة دون شك وهي أحيانا -على شاكلة الزهور الاصطناعية- تبدو خاصة عن بعد أجمل من مثيلاتها الطبيعية، لكننا نكتشف أن شيئا ما ينقصها، إنه النفس الإنساني الدافئ، في عدد من القصائد -خاصة الطويلة- نشعر بأن هذا النفس حاضر ومؤثر وأنه طبيعي و"معد" في نقل التجربة إلى القارئ. وردت المجموعة في 75 صفحة متوسطة القطع وقد صدرت عن "مسعى" في الكويت وعن "الدار العربية للعلوم ناشرون" في بيروت واشتملت على 38 قصيدة غالبها من القصائد القصيرة جدا على غرار ما يسمى الآن القصص القصيرة جدا، بعض هذه القصائد القصيرة قد يصح أن يوصف بأنه اشبه بخاطرة صيغت "شعرا". قسمت الشاعرة كتابها هذا -وهو الثالث منذ سنة 2005- إلى قسمين الأول بعنوان ظريف هو "اشتريت كلاما كثيرا وصرت ابيع الكلام" وعنوان الثاني هو "رسائل عشق". الكتاب كتاب عشق وعشاق اذن. وضعت وضحى المسجن مقدمة لمجموعتها حملتها عنوان "انهم العشاق وإنها اشياؤهم". والمقدمة نفسها شعرية إلى حد بعيد وهو ما قد لا ينسجم مع توقع القارئ الذي ربما انتظر من المقدمات ان تكون "اقرب الى الأرض" توضح وتشرح وتعلل وتبرر.. وما يشبه ذلك.